الحب ماء الحياة ، وغذاء الروح ، وقوت النفس .
بالحب تشرق الوجوه ، وتبتسم الشفاه ، وتتألق العيون .
بل الحب العامر أنشودة عذبة في أفواه الصادقين ، وقصيدة جميلة في ديوان المحبين ، ولكنه حب شريف عفيف ، كتبه الصالحون بدموعهم ، وسطره الأبرار بدمائهم ، فأصبحت أسماؤهم في سجل الخلود معالم للفداء والتضحية والبسالة .
بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة !
بالحب نادى عمير بن الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذ بقيت حتى آكل هذه التمرات !
بالحب صرخ عبد الله بن عمرو الأنصاري : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى !
بالحب يثور النائم من لحافه الدافئ ، وفراشه الوثير لصلاة الفجر ، بالحب يتقدم المبارز إلى الموت مستثقلا الحياة ،
بالحب تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا يقال إلا ما يرضي الرب .
والحب حُبان :
حب ارضي طيني سفلي إنما هو هيام وغرام ،
وحب علوي سماوي إلهي وهو طاعة وعبادة وشهادة وسيادة .
فحب الأرض للعيون السود والخدود والقدود ، ووادي الغضا ، وأهل البان ، وذكريات سلمى ، وأيام ليلى .
وحب الإله تعلق بشرعه ، وانقياد لأمره ، وامتثال لدينه ، وتقرّب منه .
حب الطين آهات وزفرات وحسرات وندامات .
وحب رب العالمين علو ورفع وكرامة وسلامة وسعادة وريادة .
وفي هذه الرسالة سنقف على الجوانب المشرقة ، والأطلال الموحشة في مسيرة الحب الطويلة ، التي بدأها الإنسان في حياة الكبد والنكد ، ليسمو إلى حياة الجمال والجلال والكمال .
وسوف يمر بك ذكر لضحايا الحب وقتلاه ، وستعرف المقصود مما أردت إذا قرأت ، وتعلم ما نويت إذا طالعت .
ضحايا الحب
كتيب ماتع للدكتور / عائض القرني
للقراءة والتحميل من هنا
http://www.jannaty.org/books-3/عائض-القرني/nocategory/ضحايا-الحب