ها أنتَ ذا.... أمامي أراكَ واقِفاً..
أبيضاً.. أسوداً.. لستَ رمادياً أيضاً..
طيبٌ أنتَ؟ أم أنكَ قاسٍ؟؟مُخادعٌ أم واضح؟
أيُعقلُ أنكَ تشعر؟؟ هل لي أن أُصدقَ أنكَ منبعُ الإحساس؟
لا تبدو لي كذلك...
فأنتَ مضخةٌ للدمِ لا أكثر..
وأنتَ وراءَ كل مصيبة وخلفَ كلِّ حزنٍ وألم..
تخدعُنا بِلحَظاتٍ مَن السعادة. لِتصدمنا بسنينَ منَ العذاب..
قلبٌ لا يعرفُ الرحمة..
يبكيكَ ليرتشفَ مِن دمعك.. يَظلِمُكَ لينتشي بِانكسارك.
يقتُلكَ لِيُعذِب من يُحبك..
(( لن تملكني.. لن تأسرني .. فأنا مُلكٌ لنفسي..))
قلبٌ نقيّ...
هادئٌ بِطبعِهِ.. نهاراً .. يَبتعِدُ عنك.. تُحادِثهُ فيردُ بِبرودٍ وجفاء..تسألُهُ فلا يجيب..
ليلاً.. يتسللُ بالخفاء.. ليطمئنَ عليك.. أتنامُ بسلام؟؟ أأنت سعيد؟؟ يتأملُكَ بحسرة. فهوَ يخشى أن يُعذبكَ بِشوقه. يسهر ُ وأنت نائم.. ليدعو لك.. فليحمِكَ اللهُ من كل أذى..
((اقترب من عينيّ المس قلبي بيَديك.. أتشعُرُ بنبضِه؟؟ فهل يستحقُ كلمةً منك تحييه فيها؟؟))
قلبٌ جائع..
ينتَظِرُكَ بشوق.. ينظُرُ إليكَ بَلهفة . تراهُ يتابِعُكَ كالمجنون..
حتى ترتمي في أحضانه.. يغرسُ أنيابه في جسدك.. ينهَشُ بِلحمك.. كذئبٍ وجَدَ فَريسَتَه . لِتَكونَ نهايتُكَ بينَ يديه.
((أبي علمتني كيفَ الحياةُ أعيشُها.. بِحلوها ومُرها.. علمتني كيف الحياةُ معَ البشر.. مهما قسوا مهما اعتدوا .. لكن لم تُعلمني كيفَ الحياةُ مع الذئاب))
قلبٌ في زجاجة...
يبقى حبيساً لماضيه.. كأنهُ في زجاجة . يخشى الخُروجَ حتى لاتنكَسِر وتقتُلهُ بشظاياها. راضٍ بعيشه . ذليلٌ لواقعه.. يخشى التكلم أو البوح.. خوفه يلاحِقُه. فيبقى على الهامش.. لا نراه ولا يرى نفسه.
(( سأبقى أنا حُرةً بمشاعري.. حُرةً بقلبي.. حُرةً بتصرفاتي))
قلبٌ أرهقتهُ الذكريات..
انتظر يوماً الحياة فلم تأتي.. بحث عن الطمأنينة . فلم يَجدها.. سنين مضت.. لحظات ميته.. لَكِنها تحيا في داخَله.. تَذهَبُ بَهَ إلى الخُلود.. وتوصِلهُ لِأعالي النجوم.. ثُمَ ترميه.. رَسَمَ أحلاماً لم يراها سَواه.. عَزَفَ ألحاناً لم يسمعها غيره.. أحرَقَ أياماً لم يخسرها إلا هو..
((قُلتَ لي يوماً بيديَّ هاتين جعلتُكِ أميرةً لي وبيديَّ توجتك ملكةً على الأميراتَ.. أين أنت؟؟ سحب الإنتظار ملأت دنياي))
قُلوبهم حولنا.. أطيافُهم لا تُفارَقُنا.. تُفرَحُنا .. تؤلِمُنا .. تُحزِننا.. وتسرِقُ أيامنا..
لن نجعلها من يأمُرنا ولَن نَرضَخَ لها..فنحن الأقوى..
طهِروا قُلوبكم نَظِفوها مَن اشلائهم.. وإرموا جيفَهم بعيداً عنكم.. لا تتركوا ذرةً مَن دَمائهم تُدنِسُ طهارتكم وعفتكم.. ولا تبقوا إلا على من يستحقون العيش في أعماقَكُم..
اتمنى أن ينال ما كتبت على القليل من إعجابَكم..
سلامي لقلوبكم الطاهرة
عيون الحزن