ستيستيقظينَ ذاتَ صباح .. لتجدي أنَّ الذكرى لم تعُد تُوجِعُكِ ..
وأنَ الأملَ في الحياةِ ليس منعدماً كما اعتقدتي ..
وأن الأسوَد لا يكسو الطريقَ أمامكِ كما كان عقلكِ الحزين يُهيّئُ لكِ ..
وأنّ الواقع ليس مريراً إلى هذا الحَد ..
وأنّ الأرض لم تتوقّف عن الدوران بعد ..
وأن الشمس لا زالت تُشرقُ كُل صباحٍ كعادتها ..
والطيورُ لازالت تبني أعشاشها وتُطعِمُ أطفالها ..
وأن الكون لم يختفي من حولكِ بعد ..
ستُدركين فجأة أن الحياة التي توقفتي عن العيش فيها لتُحيى أكثر بوجودك .. لا زالت مستمرّة ..
وستتذكّرينَ كم كُنتِ أحلى قبلَ الوجع ..
وتنظرين إلى المرآةِ في عَجَب ..
أن كيفَ تركتِ الفرصةَ للوجَع ليتآكَلَكِ إلى هذا الحد ؟
النسيانُ ليس قرار ..
النسيانُ ظاهرة .. تحدُثُ كلّما حانَ وقتُها وتهيّأت أحوالُها ..
ستستيقظينَ ذاتَ صباح .. وقد قررتِي العودةَ إلى درب الجمال ..
فقط لأنّكِ جميلة ..
ولأنّ هذا الكون بمُجملِه .. لا يستحقُّ أن تشُكّي في جمالك أو تخسريه ..
ولأنّك تعلمينَ جيداً أن الوجع حالةٌ مؤقتة ..
ولأنّكِ جميلة رُغم الوجع ..