شامخا يا ايها الأردن تطل من قلوب أبنائك خير بلد، وتسكن في حدقات العيون السمر شارعا وحارة، بقراك الصغيرة والمدن، وتغتسل بالأدمع الحرى، لما نودع أحد شهداء الواجب، وتخرج ابيضا كالضحكة على شفاه الأطفال، واحتفالا في الروح يجيء في كل موعد. ها أنا أراك تأتي بسمة من قلوب صغيرة، أودعت حنينها على الطرقات وما تزال تمشي، فهي أغنية للتراب الأغلى من الذهب. فدم يا وطنا لم يغادرك الشهداء، ويا أرضا اختلطت بالأنفس الطيبة، وبالناس الطيبين، ويا مدنا كالحلم تغفو، وتستيقظ عذبة طيبة، ماء، وسماء، وحبات رمال،
وقطرة ندى فوق زهر اللوز في اللويبدة،
وحلاوة العشق في عجلون،
وليالٍ طويلة في الطفيلة،
ولوحة من نقاء في الكرك،
عيون صافية في مأدبا،
وزرقة من خيال في الأزرق،
والليل المؤنس على أوتار ربابة جنوبية،
والأضواء في حدود النظر على مدى السلط،
والإنسان الذي لا يتوقف عن عشق التراب، ويبدل روحه بلحظة عز، فهو الأردني الذي يتجلى في الكرامة، ويكون أول من يهدي للموت نفسا على إثر موقف، فلا نكث وعدا، وما صغر قامته، وما تنكر وما انحنى، وما اعطى الواجب ظهره، وظل يقف في الصف الأول من أمته، ويذود الشر عنها، ويعطي من قلبه الكبير، ويعيش على أعصابه إن مس الشر عربي في أي موقع، مهيوبا، أردنيا لم يبخل بالحب والدم معا، وظل يمد روحه في كل الشوارع العربية. فَدُمْ شامخا لا تبدلك الأيام يا وطني، وارفع قامة أردنية تعلو فوق الجراح، وليعلو فقرك فوق ذل الغنى، فعزيز قد قل ماله، وسجل أيامه تقلبه نسائم العز والفخر، ويستظل بصحراء جرحه، بات يطاول السماء أمنا، إنسانا حديثا، ومؤسسات ودولة قانون، ومعارضة ونقابات، والتفاف حول الملوك، فلا انحنت لهم هامة، وما ذلوا وما وهنوا، ولاقوا قسوة الأيام ضاحكين، وعلموا الشدائد أن الأردن لا يلين، فمبروك لك العلا يا وطني، ويا مدنا بنيت في الروح الهاشمية، ويا قرى لم يصل الفقر الى قلبها، فدمت في حمى الملك ولتسعد بك الأيام لتسعد بك الايام يا وطني
نلكد على المدرعه المهيبه لعيون عبدالله وشعبنا الغالي