قد همس في مخيلتي ذات يوم
أني فراشة تزدهي في سماء الأساطير الجميلة
أن ملكني تاريخ أيامه الماضيات
أني سلسلة من المجوهرات والأحجار الكريمة
وأن لي حلية ألبسها لا كباقي حلي النساء
وأن عيني مصب لأنهار عينيه البريئتين
وأن خصلات شعري الأسود حين تمتد على وجهه
دورة دموية أخرى
وأن شفتي الصغيرتين فاكهة تنفرد وراء المجرات
وأن بسمتي الدافئة محط أنظار نجوم الليل الوهاجة بعينيه
وأن مشيتي تتهادى أمامها الأفلاك
ثم قال لي جاهرا
أني واحة زرقاء تقطع نزيف رمقه وتنفي تعبه
أني أقاليم الصيف والشتاء على مدار سنواته
أما ربيعي ففهمت من وحيه أن سيحظى بالمفاجآت
وعن خريفي فقد منعني إياه إلى إشعار المسافات
وأني بريق عيني حياته وحلاوة شقاء أنفاسه
وأني سلسبيل يلطف أجواءه بعد تعكرها بالأبعاد
وأني أصفاد الهيام والوئام والاستجمام...
بل نعم الأصفاد
وأني نسمة تتوسل لها نسائم الغرام أن أغيثينا
وأني تضاريس نمت على أحشاءه نمارق الارتخاء
وأن يدي هما الغيث بلا عيث ويستحقان الالتجاء
فصمت ولبث بعيدا وبسمته ترطمني بالآفاق
فصرت هائمة وعيناي ثكلى وقلبي بصدد الانشطار
عد إلي يا حبيبا أعلنته يا مليك الأحلام
لن أنسى وقعك في نفسي ولا أنسى فيك الرغام
قلمي/عبود الشامي