غُبن قصة قصيرة من تأليفي حبيت اطرحها و اطلع على رايكو و نقدكو بتمنى تحبوها :nAshOomA (30):
في أول أسبوع تحتفل به أحد المدن العربية بعد زوال غيمة الاحتلال عنها و سطوع اشعة شمسها الذهبية التي حنت الى تألقها في السماء حنت لسماء العروبة الشجاع
لسماء الكرامة و العزة و الزهاء لتضيء أمة اسلامية كانت عظيمة . . .استيقظت الطفلةُ حنين وقلبها يلهثُ من شدة الخفقان حماساً لنزهةٍ كانت قد وعدت بها .
نزهة الي مدينة الالعاب التي ما زالت قادرة على احتواء براءة اطفال المدن المغتصبة , ولم تكن قد تأثرت بشكل كبير جراء ما حصل لها من دمارٍ و قتل ,
نزهة اعدت لها حنين مخططاً كاملا بكل تفاصيله يبتدأ بغسل وجهها استعدادا للذهاب و ينتهي بنومها في سريرها عند عودتها ,مخططا مُلئت طياته ببراءة طفلة
في سنتين من عمرها .
و سريعاً استعدت هي و اختها التي تكبرها بخمس سنوات للذهاب وما ان وصلت الي هناك حتى بدأت تتخيلُ نفسها تلعب بكل لعبة من العاب هذه المدينة
مدينة الالعاب الترفيهية مدينة الاحلام و الفرح و السرور لطفلة لم يسمح لها بممارسة طفولتها تماما كأقرانها و الاجيال السابقة في هذه المدينة .
بعيدا عن فرحة حنين كان قد امتلأ قلب امها خوفا من أي حركةٍ غير متوقعة من قبل بعض الجنود و رؤسائهم الذين لم يغادروا بعد بحجة الأصلاح و الأشراف
ومتابعة امور هذه المدينة , كأي أم لم تتنفس اكثر من خوف و قلق و خيالات مرعبة لعائلتها , كأي أم لم بعرف جسدها الراحة كأي ام لم تعتد على الأمان في
هذه المدينة ام اقول بقايا هذه المدينة , لكنها ام تستطع القضاء على فرحة التي كانت تُطِل من عيون ابنتها .
بدأت حنين تلعب و تمرح وتخزن هذه اللحظات السعيدة في ذاكرتها ولكن توقعات امها لم تخطأ وقلبها كعادتهِ صَدَقَ بما املا عليها . .
فإذ بقنبلة ترمى في هذه المدينة لتقتل كل وجوه الفرح لتأخذ كل نسائم الامل لتشتت أشلاء الأطفال, لتكون قنبلة الوداع فكيف سيخرجوا منها بدون قتل وهم لم يدخلوها
إلا بقتل .. !
توقف قلبُ حنين و توقفت معه كل نبضات الأمل بمتسقبل أمن بمستقبل مشع لتسرق احلامها بنشوة الفرح .
حنين شقيقتي ذات الشعر الأصفر المشع ذات العيون البراقة , التي لن انساها ابدا ولن انسى هذا اليوم الذي سلبت به اغلى ما املك و اغلى من بقي لي
شقيقتي و أمي . هذا اليوم الذي حُفِر في ذاكرتي بحبرِ المي و قهري و دمعي بحبرِ حقدي .
ويعود التاريخ ليكرر نفسه بقهقهة الرؤوس العالية بلعب لعبة الموت بغياب شمس الكرامة العربية , بصمت الحق وقمع الصوت الذي يعارضة بوأدِ أي محاولة
لتفكير بحقوق وأي حقوق ..! ليدفع الأبرياء شروط العهود بين الجبال ليكونوا ثمن الطعام الذي ملئ بطون لا تشبع وعقول لا تنتج غير الافكار الشيطانية
بقلوب محجرة .
كم ذكرت كلمة الفرح عندما اضئت هذا الركن المعتم في ذاكرتي و حاولت ان اخطهُ على ورق محاولة لتخفيف الم الذاكرة وأي ورق سيحمل المي , وكم تمنيت ان اشعر بهذه الكلمة ....