استطاع أن يتجاوز معاناته ويجسدها في كتاب حمل عنوان "سعودي ولكن لقيط" وفق تضاريس معاناة شخصية مؤلمة التفاصيل على حد قوله، فهي المثخنة بالجراح، فلا قلم يمكنه أن يصفها ولا كلمات، لكنه أراد من نقل قصته لتكون حداً ثورياً ضد طبقية وإقصائية المجتمع الذي ينظر للقيط وكأنه "ابن غير شرعي".
هذا هو اللقيط سمير محمد الذي تحول لكاتب يجيد صياغة علم البيان، والمعاني، حتى تمكن من بلورة وإدارة أدوات الجناس والطباق بمقابلة الأحداث التي صادفته، هذا الشاب الجريء الذي كسر حواجز اجتماعية لطالما وقفت حاجزاً أمام استمرار حياته بشكلها الطبيعي بسبب خطأ (والِدَين) اتخذا من الحياة مجرد مرحلة لتلبية رغباتهما الشخصية، فإنه استطاع أن يوجد في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي قُرباً واحتكاكاً بأي مجتمع في العالم، فكيف لو كان هذا اللقيط يحمل الهوية العربية.
هذا وأوضح في تغريدة أخرى أنه لا يكتب انكساراً ولا ابتذالاً ولا ترفاً، وليس بهدف طلب العطف أو الشفقة، إنما يكتب عن قضية تؤرقه على اعتبار أن ليس هناك أصدق ممن يكتب عن قضيته، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية لم تقصر مع مجهولي الأبوين إطلاقاً، لكنها لا تستطيع ولا يمكن لها أن ترغم المجتمع على قبولهم، فالمشاعر والأحاسيس لا تستجلب بالقوة.
يذكر أن الكاتب اتصفت تدويناته بالاستعارة والكناية البلاغية التي من الصعب أن يجيدها شخص غير ملم بهذا العلم بسهولة. وقد صدر له مؤخراً كتاب "سعودي ولكن لقيط"، شهدت على ولادته وتوزيعه دار مدارك للطباعة والنشر.