كلاسيكيات زمن الحب
زينب البحراني - السعودية
كان مذهلا أن تفاجئنا قناة "روتانا كلاسيك" خلال شهر رمضان بباقة جميلة من كلاسيكيات الفن الجميل، والأكثر إذهالا نسبة المشاهدة العالية التي حظيت به مسلسلات قديمة مثل "فوازير ألف ليلة" من بطولة حسناء الشاشة الموهوبة بامتياز "شريهان"، ومسلسل "الدنيا حظوظ" بطولة الفنان "خالد سامي" و "ناصر القصبي" وكوكبة متألقة من نجوم الفن العربي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: "ما سر جاذبية بعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي كتب لها الخلود طوال عقود حتى اليوم؟".
الفكرة المبتكرة، القصة المشوقة، الإنتاج السخي، النص المحبوك بإتقان، اختيار النجم الملائم للدور الملائم، بذل كل فرد من طاقم الفريق الفني أقصى ما بوسعه لتأدية واجبه دون تقصير أو إهمال، كل تلك العوامل الهامة تقف جنودا مجهولين وراء تفوق العمل وخلوده في ذاكرة الفن والجمهور، وهو ما صرنا نفتقده كثيرا في الأعوام الأخيرة التي ازدحمت فيها شاشات التلفاز بأعمال استعراضية مسلوقة أكثرها يخلو من الإبداع ولا يكاد يحترم عقلية المشاهد العربي المعاصر. عدا عن أن المشاهد العربي الحديث؛ الذي تتزايد معاناته النفسية في حياته الاقتصادية والمجتمعية والعاطفية صار يحن كثيرا لأعمال زمن الحب، والصفاء، وراحة البال، والتآلف الأسري، ومحفظة النقود التي تغفو في جيب صاحبها بشبع وامتلاء، والمشكلات الإنسانية الطارئة التي لا تدبق في الحياة كمرض مزمن كما يحدث اليوم. وأمام هذه الحقيقة نجد "بعض" صناع التلفاز يصرون على صب "النكد" على أحاسيس المشاهد المسكين صبا، ويسرفون في تعذيبه بحكايات الإرهاب، والطلاق، والخيانات الزوجية المخزية، والفقر المؤدي إلى الجريمة، والقبح بجميع أشكاله، ثم يتساءلون بعدها عن سر فرار المشاهد عن الشاشة العربية إلى شاشة الأعمال الأجنبية البعيدة عن الرتابة والتكرار والاجترار؟!
للتواصل عبر تويتر:
Twitter @zainabahrani