لا أُحب لحظات الحزن والوداع والفراق ومرارة الفقد، ولم أكن يوما أسير الأحزان مهما بلغ أشدها بحمد الله، فقد علمنا ديننا الحنيف كيف نتعاطى مع متغيرات الحياة فأمرنا بشكر النعم عند الرخاء، وحمد الله على كل حال عند وقوع البلاء. ونحن قد شيعنا جثمان رجل الأمن الأول في البلاد وصمام أمانها إلى مثواه الأخير في هذه الدنيا تخالجنا أحاسيس لا يمكن وصفها فرحيل هذا الرجل أثر في الكثيرين لأنه رجل مختلف، جعل بعد توفيق الله وفضله هذا البلد مضرب المثل في الأمن والأمان ولله الحمد والمنة، وجعل من الفكر الضال ذكرى نذكرها فنستعيذ من تكرارها حتى غدت اليوم خلايا ضعيفة مريضة يسهل اجتثاثها من جذورها قبل أن تحاول البزوغ. كان وفيا مع ذوي شهداء الواجب، حاملا هم ذوي أسر السجناء، متبعا جمال ديننا الإسلامي بعدم تحميل وازرة وزر أخرى. أسس الكراسي العلمية ذات العلاقة، وأغدق عليها ولم يبخل. كان رحمه الله سند الشعيرة التي ميزنا الله بها كمسلمين فكان داعما لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كان صمام الأمان واسمه نايف، لكن اليوم حتى وإن توقف نبض قلبه فعمله الذي سطره بين ثنايا التاريخ لن يتوقف بإذن الله، ولم تفقد المملكة ولي عهدها ووزير داخليتها فحسب، بل فقد الإعلام والإعلاميون كذلك رجلا يقدر دور الإعلام ويدعمه باحترافية.رحمة الله عليه مات أبو سعود قائد الأمن قبطان الأسود حتى وإن غاب جسده عنا فما زرعه في حياته من عمل حتما سيعود، وستبقى أعماله وإنجازاته شاهدا لا يحدها حدود والله نسأل أن يجزيه خير الجزاء وهو الواحد الأحد ربنا المعبود و(إنا لله وإنا إليه راجعون).