حكايتي مع طنجرة الضغط
* كامل النصيرات
ما إن أنهيتُ عزيمتي لزميلي (إبراهيم القيسي) في مطعم هاشم ..إلا و قلتُ له : بدي أشتري طنجرة ضغط ..لأنهم فهموني أنها توفًّر في الغاز ..وأنا بحاجة إلى توفير كل ( شمّة غاز ) في زمن عزّ فيه الغاز وصار أهم من أي واحد في العيلة ..،،
اعترف بأنني لا أعرف بـ ( المفاصلة) وهذه معناها إنك تظلّ تثرثر مع التاجر بالسعر و تاخذ و تعطي لحد ما تغلبه أو يغلبك أو تنتهي مباراة المفاصلة بالتعادل النظيف ..و قال لي القيسي بأنه لا يعرف (يفاصل) هو الآخر ..،، وبعد أن زرعنا حماقاتنا في كل محل (أدوات منزلية) دخلناه ..استقر بنا التطواف عند أحدهم ..والذي طلب بطنجرة الضغط خمسة وخمسين ليرة ..لأجد القيسي (الذي لا يعرف بالمفاصلة) قد قال للتاجر : وَلْ ..على إيش..؟ اعتقدتُ أنه قالها من باب المُجاملة ولكن ثبت لي فيما بعد أنه قالها بدايةً لهجومه على التاجر من أجل تخفيض السعر ..وبالفعل ..فقد صرف القيسي ألفاظاً قالها عني اقشعر لها بدني ..قال عني : مسخّم ..ماكل هوا ..ملتَعنْ أبو تميسي..غوراني ما يعرف يروًّح..الخ من هالألفاظ إللي كل ما قال وحدة منهن كدتُ أشعر بأنني ( عيّل تايه ) أو (شحّاد أصلي) ..،،
والحمد لله ..فقد أثمرت جهود إبراهيم القيسي و استطاع أن ( يضغط ) على التاجر وينزًّل من سعر طنجرة الضغط عشر نيرات ..وأخذتها بخمسة وأربعين ..ومعها كاتالوج لخمسين طبخة : أقسم لكم من الآن لن أطبخ أيّاً منها على الإطلاق..،،
المهم ..وفي آخر الكلام ..عزيمتي للقيسي بمطعم هاشم ما راحت بلاش ..والرجل حفظ معروف (المعدة) ..و(فاصل) بحق اللقمة..الدور و الباقي على كل أؤلئك الذين يأكلون ليل نهار من خير هذا الوطن و يطعزون فيه ..اؤلئك الذين ينهبونه عياناً بياناً ولا يتنازلون كي ( يفاصلوا ) على همّْ من همومه ..،، أولئك فقط بحاجة إلى أن يشتروا طنجرة ضغط من عند نفس التاجر و يأخذوا معهم ابراهيم القيسي كي يحسسهم أن ( للضغط ) نتائج مبهرة عند بيع بعض ممتلكات الوطن ..،،