شيع لاجئون سوريون في مدينة الرمثا امس جثمان الناشط السوري محمد خلف الزرزور والذي توفي مساء اول من امس في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي في لواء الرمثا متأثرا بجراحه التي اصيب بها قبل أيام في درعا من قبل قوات النظام السوري قبل ان يجتاز الشيك الحدودي الى الأردن.
وكان الشاب الزرزور من سكان درعا واحدا من بين ثلاثة جرحى تمكنوا من الوصول إلى الأردن هربا من القصف على درعا البلد، والذي استمر حتى فجر السبت الماضي ضمن 42 لاجئا فروا من القصف الذي قالوا إنه أوقع العديد من القتلى وعشرات الجرحى.
إلى ذلك، اجتاز أكثر من 400 سوري خلال خمسة أيام الماضية الشيك الحدودي إلى مدينة الرمثا بطريقة غير شرعية من منطقة “تل الشهاب” القريبة من بلدة الطرة بلواء الرمثا، هربا من الأحداث التي تشهدها سورية، وفق مصدر أمني.
وأشار المصدر إلى تأمين اللاجئين، وهم أطفال وكبار سن، في أحد الإسكانات بمدينة الرمثا، إضافة إلى خيم تم بناؤها بجانب السكن لاستيعاب الأعداد الباقية.
ووفق المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن عدد السوريين في السكن بلغ ألفين أغلبهم لجأوا على شكل أسر، لافتا إلى أن المواطنين والجمعيات الخيرية في اللواء يقومون بتقديم المساعدات لهم.
ويعاني اللاجئون السوريون الذين يصل عددهم إلى أكثر من 20 ألفا معظمهم قدم من مدينة درعا أوضاعا إنسانية صعبة في الرمثا، في وقت تتفاوت فيه الأرقام الصادرة عن الجهات المعنية بخصوص هؤلاء اللاجئين في المملكة، كونهم يتوزعون على عدة مدن وقرى.
وكان ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن اندرو هاربر، نفى أن يكون هناك “منع لدخول السوريين إلى الأردن” مؤخرا، مبينا أن حركة عبورهم عبر الحدود البرية إلى المملكة مستمرة و “لم تتغير”.
وأوضح هاربر أن ليلة أول من أمس السبت شهدت لجوء 79 سوريا دخلوا إلى المملكة برا، في حين لجأ إليها ليلة الجمعة الماضية نحو 300، وهي ذات الليلة التي شهدت أحداث عنف، وما وصف بـ”المجزرة” في محافظة درعا السورية الحدودية.
وكان وزير الخارجية ناصر جودة نفى الأمر ذاته جملة وتفصيلا، وقال إنها “غير صحيحة”، مؤكدا عدم وجود مثل هذه السياسة.
وشدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض الأعلى لمفوضية اللاجئين، يوم الخميس الماضي على أن الأردن “سيستمر في استقبال اللاجئين السوريين، كما سيستقبل الداخلين منهم بطريقة شرعية”.
إلا انه أوضح، أن هناك” بعض الحالات المشكوك بها والتي يتخذ قرار بعدم السماح لها بالدخول”، مشيرا إلى أن هناك حالات فردية تم التدقيق عليها، عند دخولها المطار أو الحدود البرية، وأن قرار منعها جاء “لأسباب أمنية”.
يشار إلى انه لجأ إلى منطقة لواء الرمثا أكثر من 20 ألف سوري، فيما أكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لديها في الأردن تجاوز 23 ألفا وأن أعداد العابرين للحدود منهم يوميا ما يزال ضمن الحدود السابقة، وهي من 100 إلى 300 شخص.
وأكد الممثل الإقليمي للمفوضية في الأردن آندرو هاربر أن الكثير منهم بحاجة ماسة للمساعدة، خصوصا الأطفال والنساء، والمصابين بحروق وجروح، مشيرا إلى أن المصادر المالية ما تزال قليلة لمساعدتهم، ولا تكفي لتوفير الدعم الصحي المناسب.
يشار إلى أن الحكومة خصصت 3 مناطق لإقامة اللاجئين السوريين وهي سكن البشابشة، و”السايبر ستي”، وملعب الأمير هاشم.