الاصلاح نيوز /،
يطل موسم الصيف على مصر بنكهة مختلفة هذا العام، إذ جاء مشبعا بنكهة سياسية لطالما تعطش المصريون إليها، الأمر الذي طغى على الجوانب الاجتماعية والفنية التي اشتهر بها هذا الموسم الحار.
اعتاد المصريون على الوقوف في طوابير طويلة أمام دور العرض لمشاهدة عشرات الأفلام التي اتخذت من موسم الصيف موعدا سنويا لتتنافس فيما بينها.
ويختلف صيف 2012 في مصر عن جميع السنوات السابقة، إذ تؤثر انتخابات الرئاسة المصرية وغيرها من، الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد على قطاع السينما.
وصرح المخرج السينمائي خالد يوسف لموقع سكاي نيوز عربية أن السوق السينمائي المصري يعاني، منذ بدء أحداث ثورة يناير، من قلة الأعمال الفنية.
ولفت يوسف إلى عزوف المنتجين السينمائيين عن تقديم أعمال فنية في مثل هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، قائلا: “هناك قلة في الإنتاج لأن الأرباح التي اعتاد المنتجون الحصول عليها لم تعد متوافرة، كما أن المزاج النفسي للجمهور المصري تغير، بالإضافة إلى أن الظروف السياسية التي يشهدها الشارع تتغير بين اللحظة والأخرى”.
ولدى سؤاله عن إمكانية نجاح الأفلام المنتظرة في صيف 2012 جماهيريا، قال يوسف: “يعتمد نجاح الفيلم على مضمونه ومدى احتياج الجمهور له”، لافتا إلى أن الشعب المصري قد يكون في حاجة إلى أعمال كوميدية ترفه عنه.
أما الممثل المصري عمرو واكد، فرأى أن الشعب المصري يصب تركيزه خلال الصيف الجاري على “المرحلة الانتقامية التي ستتيح له أن يأخذ حقه من العسكر”، معتبرا أن المشكلات التي تصاحب الانتخابات الرئاسية في مصر ستستمر طوال فترة الصيف.
وأضاف: “موسم الصيف الذي اعتدنا ازدحامه بالأفلام السينمائية كل عام سيكون هذه المرة شحيحا، كما أن عدد الأفلام قليل مقارنة بالسنوات الماضية”.
وعن تأثير الأحداث السياسية في مصر على مضمون الأعمال الفنية قال واكد: “لقد حرم الشعب المصري من الحرية السياسية، لذا فنحن نرى كما هائلا من الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا سياسية هامة، إلا أنه من المتوقع أن تبدأ هذه المضامين بالتغير خلال العامين القادمين، لتتنوع وتشمل مختلف جوانب الحياة إلى جانب النواحي السياسية”.
ولفت الفنان المصري إلى أنه انتهى من تصوير فيلم “الشتاء اللي فات”، “الذي يناقش قضايا التعذيب والاستبداد التي سادت مصر في ظل النظام المصري السابق”، موضحا أنه تم إرسال الفيلم للمشاركة في مهرجاني فينيسيا وتورونتو الدوليين، ليطرح في دور العرض السينمائي في يناير المقبل.
من جهته، رأى نقيب الممثلين المصريين أشرف عبدالغفور، أن عجلة الحياة لن تتوقف قائلا: “لابد من استمرار الحياة الطبيعية في مصر، فلن تتوقف شركات الإنتاج الفني عن عملها”، لافتا إلى أن بعض هذه الشركات فضلت الانتظار حتى عيد الفطر لتطرح أعمالها السينمائية على الجمهور.
وأضاف: “ليس المصريون جميعا في ميدان التحرير، هناك حوالي 90 مليون مصري وبالتأكيد مازال الكثير منهم يمارسون حياتهم الطبيعية ويذهبون إلى دور العرض”.
ورغم أن العديد من الأعمال السينمائية لم تتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة خلال الأشهر الماضية لانشغال المصريين بالأحداث السياسية، مثل فيلم “كف القمر” للمخرج خالد يوسف، وفيلم “أمن دولت” للفنان حمادة هلال، إلا أن بعض الفنانين فضلوا طرح أفلامهم هذا الصيف مثل الفنان محمد هنيدي.
وقال أحد المقربين من هنيدي لسكاي نيوز عربية إن الأخير سيطل على الجمهور خلال صيف 2012 بفيلم “تيتا رهيبة”، وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج سامح عبدالعزيز، وتدور أحداثه في قالب كوميدي بعيدا عن الأحداث السياسية.
يبقى المصريون في صيف 2012 عالقين بين مشهدين، أولهما زخم ميدان التحرير الذي تحول إلى ملجأ للمصريين يفرغون فيه شحناتهم السياسية، والآخر نراه في دور العرض السينمائي التي سيقرر الكثيرون أن يلجأوا إليها ولو لساعات بسيطة لتمنحهم بهجة هم في حاجة إليها.