قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن سعر النفط قرب 100 دولار ما زال خطرا على الاقتصاد العالمي الذي يتباطأ، ومن المرجح أن يستهلك كميات أقل من الوقود عن توقعات الوكالة.وهبط سعر خام برنت هذا الأسبوع لأدنى مستوى في 16 شهرا دون 96 دولارا للبرميل قبل أن يتعافى لنحو 99 دولارا منخفضا من ذروته عند 128 دولارا في آذار (مارس).
وقالت ماريا فان دير هوفن المديرة التنفيذية للوكالة إن الانخفاض ليس كافيا لتحفيز الاقتصاد وانتشاله من تباطؤ النمو.وقالت في مؤتمر صحافي في العاصمة الماليزية كوالالمبور “ما زلنا في وضع تتجاوز فيه أسعار النفط 100 دولار. يحمل ذلك الميزانيات أعباء هائلة ويسهم في خطر حدوث مزيد من التباطؤ الاقتصادي”.وأضافت أن زيادة الإمدادات من بعض أعضاء “أوبك” أسهمت في هبوط الأسعار وأن التراجع كان مهما لكن المنتجين والمستهلكين ما زالوا بعيدين عن إعلان النجاح في تهدئة الأسعار.
وقالت لرويترز على هامش مؤتمر: “آمل أن تنخفض الأسعار.. السوق فيها ما يكفي من المعروض، والمنتجون يوردون ما يزيد على الطلب”.وسجل إنتاج “أوبك” في أيار (مايو) أعلى مستوياته منذ 2008 إذ أبقت السعودية على إنتاجها المرتفع على الرغم من انخفاض الأسعار. وضخت السعودية 100 ألف برميل يوميا إضافية في أيار (مايو) وفقا لمسح أجرته “رويترز” ليبلغ إنتاجها 10.10 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ عقود. وقالت المملكة إنها تستهدف سعرا للنفط عند 100 دولار للبرميل لكن من المستبعد أن تخفض الإنتاج في الوقت الراهن.
وقالت فان دير هوفن إن مستويات المخزونات المريحة لدى الدول المستهلكة كافية لتهدئة أي مخاوف من أن تكون زيادة الإنتاج السعودي قد قلصت الطاقة الإنتاجية الفائضة في الإنتاج العالمي والكفيلة بتعويض أي نقص مفاجئ في الإمدادات. وأضافت “بالطبع الطاقة الفائضة تعوض بالمخزونات الكبيرة، ومن الواضح أن المنتجين بذلوا ما في وسعهم لضمان كفاية الإمدادات في السوق”. ومضت تقول إن ضعف النشاط الاقتصادي في الصين والهند وأوروبا قد يؤدي لانخفاض نمو الطلب العالمي على النفط عن توقعات الوكالة للعام الجاري والبالغة 800 ألف برميل يوميا.وقالت :”قد ينخفض نمو الطلب على النفط بشكل ملحوظ عن افتراضنا الأساسي” ولكنها أحجمت عن إعطاء تقدير جديد لنمو الطلب خلال العام الجاري قبل صدور تقرير شهري للوكالة عن السوق في الأسبوع المقبل.
وتابعت أنه من السابق لأوانه القول بما إذا كان هناك نفط كاف في السوق لتعويض تعطل الصادرات الإيرانية بسبب العقوبات الأوروبية والأمريكية. وتهدف العقوبات إلى خفض دخل إيران من النفط لإجبارها على وقف برنامجها النووي. وأضافت أن وكالة الطاقة العالمية مستعدة لتنسيق سحب من المخزونات الاستراتيجية إذا حدث نقص حاد في الإمدادات.من جهة أخرى، قال بيتر فوسر الرئيس التنفيذي لشركة رويال شل داتش أمس إن أسعار النفط ستواصل الانخفاض في النصف الثاني من 2012 مع تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وانحسار التوترات السياسية الدولية.
وهبط سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت عن مستوى 100 دولار للبرميل أخيرا مسجلا أدنى مستوى له في 16 شهرا في أعقاب بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة والصين فضلا عن المخاوف الحالية بشأن أزمة منطقة اليورو.وقال فوسر :”الطلب العالمي يتراجع، ولدينا عناصر ركود في أوروبا وتباطؤ محدود في آسيا ـ الباسفيك. وفي الوقت نفسه فإن بعض العناصر السياسية التي أسهمت في تقلبات الأسعار على مدى الأشهر القليلة الماضية انحسرت نوعا ما ولذلك نحن نرى تراجعا للأسعار أتوقع أن يستمر في النصف الثاني من هذا العام”.
وتسبب القلق بشأن آثار العقوبات الأمريكية والأوروبية على إمدادات النفط من إيران في دفع برنت للصعود فوق 128 دولارا للبرميل في وقت سابق من هذا العام. وانحسرت تلك المخاوف وقال فوسر إن سوق النفط العالمية لديها إمدادات كافية للتغلب على آثار العقوبات. وأضاف قائلا عندما سئل عن تأثير العقوبات في الصادرات “أظن أن العالم تعامل مع ذلك”.وقال إن وتيرة الطلب على النفط ستتعافى تدريجيا في 2013 وسيواكب ذلك ارتفاع في الأسعار. وقال أيضا إن الإنتاج من حقل مجنون النفطي الضخم في العراق ـ الذي تقوم شل بتطويره وتشغيله ـ سيرتفع من نحو 65 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي إلى 175 ألف برميل يوميا قبل 2015.
أكثر...