{ من أين أبدأ وماذا أقول ؛ فالأمر يكاد لايصدق، لولا أنه بكل أسف.... وقع وانتهى ...
أكتب هذه الأسطر، وأنا أكفكف دموع الأسى والحرقة ، بعد انتهاء البرنامج الذي بث في قناة
[art – عين ]- يوم السبت الموافق 19/1 مع د/ كمال وبرنامج حوار من الداخل
وما أبكاني أبكى الكثير بلا شك ممن شاهد الحلقة
وسمع القصة من فم العم حسين والد الطفل الحدث الذي أعدم في منطقة جازان ، يروي القصة
وهو يمد يديه على استحياء ليمسح تلك الدموع التي بللت وجهه الوقور، وسالت حتى فرقتها
قسمات وجهه التي شكلتها قسوة الزمن ، والظلم الجائر، حتى عاد يبتسم من هول ماأصابه ،
فبعد أن سُجن سبع سنوات لاتهامه بارتكاب جريمة قتل ، أفرج عنه ، بعد اكتشاف أن المقتول
لازال حياً غائباً وعاد بالسلامة ، وسرعان ماعاد السيناريو من جديد ليضع العم حسين وعائلته
أبطالاً لمسرحية تراجيدية كتبتها أيدي الظلم
يُقتل طفل حدث اسمه( الفضل) ويُلقى دون دلائل تشير إلى القاتل ، بعد ستة أيام ؛.. يُدفن ( الفضل ) ، ويُلقى القبض على العم حسين وابنه ( مُعيد- عمره 13 سنة ) ، يوضع كلاً منهم في حجرة ، ويبدأ التحقيق ، أُتهم (مُعيد- الذي يبلغ من (العمر 13 سنة)- بفعل الفاحشة في( الفضل) قبل قتله ، عذب (مُعيد) بالضرب والكهرباء
كما قال والده - حتى قال نعم فعلت ، دون تدخل هيئة التحقيق والادعاء العام؛ التي لم ترفع لها
القضية من قبل الشرطة ، وبعد أن أرسل (مُعيد) للقاضي ، أنكر اعترافه؛ بدعوى انه تعرض
للتعذيب، وطلب من القاضي النظر إلى آثار التعذيب على جسده (13 سنة ركز على السن) ، ُ
أفرج عن العم حسين، وذهب ليدافع عن ابنه؛ فاتهم بأنه هو من ساعد ابنه مُعيد في الجريمة ،
وتستر عليه
وهُدد من قبل رئيس الشرطة- وهو برتبة عقيد- بأنه لو تدخل في القضية مرة أخرى؛ فسوف يُلقى به في السجن إلى أجلٍ غير مسمى ، وقاموا بسجن( القاسم) أخو المتهم مُعيد ،...
و التفاصيل كثيرة ومريرة، ولكي أختصر عليكم ، سُجن المتهم (مُعيد) في دار الأحداث تذكر( 13 سنة)
وكان أبوه العم حسين وأمه يزورانه الأربعاء والجمعة ، وينتظران الفرج من الله ، بقناعة جعلتهم
غير مصدقين لما يحدث، وأنها مجرد اتهامات، وسوف يعود ابنهم( مُعيد- 13 سنة) عن قريب إلى
أحضان أمه، وظل أبيه
ولكن..!! قدر الله، وما شاء فعل ، وحلت الكارثة ، وبشر الصابرين ، الذين
إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب العم حسين وزوجته -تلك العجوز التي
تحدثت بصعوبة لمقدم البرنامج حين اتصالهم فيها قبل قليل- .. ذهبا يوم الجمعة لزيارة ابنهم( مُعيد- 13 سنة) ولم يجدوه ، وبعد التقصي عن الأمر أخبرهم أحد الطيبين- كما وصفه العم حسين- أن ابنهم ( مُعيد 13 سنة)
أعدم قبل أيام ، وسقطا مغشياً عليهما، تخيل... تم التحقيق من قبل الشرطة، ووضعوا الأب والأم
والأخ شهوداً على اعتراف المتهم دون علمهم جميعا، وصدقت أقوالهم دون علمهم، والغريب في
الأمر...!!
حكم عليه بالإعدام قصاصاً بالسيف من قبل الشرطة –كما ذكر أبوه- ودون علم المتهم أو
ذويه
والمصيبة الطامة!! تم تنفيذ الحكم دون علم أحد، ثم أُخذت الجثة ودُفنت في مكان لايعلم
أين هو الأب إلى الآن ، ولم يعلم بهذا كله إلا بعد أن أفاق من صدمته ومصابه الجلل، في اليوم
السادس للعزاء الذي أقامه المجاورون بعد انتشار الخبر .
يروي العم حسين لمقدم البرنامج، وبريق الدمع في عينيه ، أن أحد الأشخاص أخبره بما شاهد
يوم إعدام ابنه فيقول :- حينما أحضر ( مُعيد - 13 سنة) كان رأسه مُغطى ،وبعد أن قام القصاص
بتنفيذ الحكم بالسيف و سقط رأس مُعيد،ورآه القصاص؛ خر على وجهه وهو يصيح ويتحسر
ويقول : ماتخافون من الله ، خليتوني ارتكب إثم وأنفذ الحكم في طفل. ..لم يكن يعلم أن هذا
المحكوم عليه لايزال طفلاً.
آآهٍ ..، أي زمنٍ نحن فيه، وإلى أي جنسٍ تنتمي هذه الأيدي التي اشتركت في قضية مُعيد ( 13 سنة )
وما الدافع ومن ورائها ؟!!.
هذه القصة اختصرتها لكم كثيراً مما ُبث على الهواء مباشرة هذه الليلة ، بلسان العم حسين
وزوجته ومقدم البرنامج والمستشار المحامي ؛ الذي تكفل بهذه القضية لوجه الله تعالى، دون
مقابل مادي من العم حسين ، فجزاه الله ألف خير ، ولو أن( مُعيد ) لن يعود مهما كان ..ولكن لعل
في ذلك تضميدٌ لبعض جراح أهله .
وختم العم حسين البرنامج بكلماتٍ ملؤها الألم والأمل معاً حين قال:-
[أنا ماعندي واسطة .. واسطتي الله سبحانه، ثم خادم الحرمين الشريفين ..أنا وولدي في ذمته يوم القيامة .. ينظر في قضيتي ، وأنا راضي بما يحكم به علي ]
ياعم حسين.. أبشر بالله ...ثم أبو متعب ، اللي لو وصله الأمر من أول، ماصار اللي صار ... وثق
تمام الثقة مثل ماحنا واثقين ان الليل يعقبه النهار ، لو وصل صوتك لخادم الحرمين الشريفين راح
يعوضك عن كل ما أصابك وياخذ قضيتك ، ويحل مكانك حتى تاخذ حقك ، ويردك راضي ..، لأنه
الملك الإنسان ؛ اللي حمل بين كفيه الطفل اليتيم ، وعقب ماقبل جبينه؛ حطه في قلبه قبل يرده
مكانه ، الملك الإنسان اللي قال للشاب السعودي بنبرات الصدق، اللي تملئ وجهه الوقور
المتواضع
[أقسم بالله إني أحبكم مثل أولادي ] ، الملك الإنسان اللي أخذ بيد الشايب حتى
أجلسه، قدامه وأرخى له سمعه، وتحسس مراده، ثم قدم له كاس الماء الزلال، وعقب ماأروى
ظمأه، وطيب خاطره، أخذ بكفه وعاونه حتى وقف ، الملك الإنسان اللي بكى على شهيد بلاده ،
الملك الإنسان.. الملك الإنسان.. الملك الإنسان.. اللي رحمته تنسيك انك تهاب عرشه.. وهيبته
تنسيك رحمته في احقاق الحق، وإبطال الباطل.
نسأل الله أن يصل صوت العم حسين للوالد القائد، ملك القلوب والإنسانية، أبو متعب، صقر
العروبة، سيدي خادم الحرمين الشريفين .
القصة هذي حصلت تقريباً قبل 6 أشهر وهذي بعض المقالات عنها }