بما ان عمر الوزارة صار اقصر من عمر السيجارة..فما ان يجلس الوزير على مكتبه ، ويبدأ بتنظيف سطحه من غبرة الحكومة المستقيلة وتفريغ محتويات «المكتات» من رماد وفلاتر المرحلة المنصرمة ..حتى يأتيه أمر التعديل ، فينهض ليرقد غيره..
وبما ان الوزارة في بلدنا ..مثل جهاز اللياقة : كل مشترك يجلس عليه خمس دقائق يحرق فيه «سعراته» السياسية ويغادر مجهداً متعرقاً..بينما يبقى الجهاز في مكانه لم يقطع سنتمتراً واحداً من الانجاز.. أقترح على من يقع عليه «الاختيار» في المرات القادمة لكي يكون وزيراً..الا يستقيل من وظيفته الأصلية ويضحي بخدمته طوال السنوات من اجل «5» دقائق سياسية لا تكفي لكي تسخن فيها (… ، فقط كل المطلوب منه – اذا ما أراد ان يصبح وزيراً ولا بد و»يقضي هالهوسة اللي في باله» – أن يجمع إجازاته «المرضية « ويأخذها مرة واحدة ..
اما إذا كان الوزير سيدة ، فالمهمة أسهل، ما عليها إلا ان تأخذ إجازة «امومة» شاملة إجازة «التوقّع» ..و»من شواربي» انه/ها سيعود إلى وظيفته/ها قبل ان تنتهي إجازته/ها..لأن الحكومات في المراحل المقبلة ، لن تصمد أكثر من «اربعينية» النفاس في أحسن الأحوال..
***
ولكي لا اتهم بالتشاؤم أو «بالتنكيد» على الجماعة «الجدد» ما قصدته آنفاً من نصائح مجانية لا تشمل الوزراء المعينين على «كادر الشعب الأردني» أي «المصنّفين» بوزاراتهم منذ سنوات، هؤلاء حتى لو طار رؤساء الحكومات الذين اختاروهم فهم باقون باقون صامدون صامدون …وعلى سبيل الحصر لا الذكر وزراتي الخارجية والتخطيط.. من قصدتهم في النصيحة أعلاه هم وزراء «المياومة»..الذين يحاسبون كل يوم بيومه ، حيث لا يعرفون كيف دخلوا الوزارة أصلاً..ولماذا خرجوا منها فصلاً ..كل ما يعرفونه ..انهم كسبوا صورتين في اقل من 180 يوماً…صورة تذكارية وهم يربطون زر «الجاكيت» في تشكيل الحكومة التي دخلوا فيها ..وصورة تذكارية وهم يفكون زر «الجاكيت» في تشكيل الحكومة التي خرجوا منها…( وبالتالي فهم لم يحلوا ولم يربطوا طوال خدمتهم القصيرة.. الا أزرار جاكيتاتهم فقط).
،طخيني يا كرمة العلي هووووون بين عيوني ..ترى روحي واصلة خشومي…!(الرأي)
ahmedalzoubi@hotmail.com