الاصلاح نيوز /،
«لم أكن دائما امرأة عربية أو مسلمة. هذه الأشياء جاءت مع الوقت. في البداية كنت أعتقد أنني فقط.. إنسان».. لعل العبارة الآنفة تملك اختزال الرمزيات والرؤى الكثيرة التي تزاحمت في العمل المسرحي، الذي عُرض في المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي أول من أمس، «حقيبة حمراء في غرفة المفقودات». وهو العمل الذي عرضه مهرجان أيام عمان المسرحية الدولي الثامن عشر.
المسرحية الأردنية، التي قاربت مدتها سبعين دقيقة والتي عُرضت في الثامنة مساء، تناولت «ثيمة» المرأة بشكل رئيس، لتتفرّع من التعميم نحو مزيد من التفاصيل حول هويتها الحقيقية وتلك المفروضة عليها، وأثر الإعلام واللغة والثقافة على تشكيلها، مستعرضة تجارب وحكايات عدة، بسينوغرافيا متقنة وأداء تمثيلي جيد.
يُشكّل العرض، الذي كتبته وأخرجته وقامت بإدائه لانا ناصر، اختيارا لافتا للنظر ضمن عروض مهرجان أيام عمّان المسرحية الثامن عشر؛ نظرا لجرأة الفكرة التي قام عليها وتحديدا فيما يتعلق بالمسرح الأردني، الذي لطالما آثر التهرّب من «ثيمة» جدلية كالنسوية نحو «ثيمات» أخرى مع قليل من التلميح؛ لأجل كسب شرف المحاولة لا غير.
وفي تمام التاسعة والنصف من اليوم ذاته، كان جمهور المهرجان على موعد مع عرض محلي آخر تحت عنوان «ريسايكلينغ»، شاركت فيه طاقات عدة تمثيليا وموسيقيا؛ إذ كان عمر عرفة وفرح الشاعر ومروان حمارنة وناصر سلامة وخالد بلعاوي وآلاء التكروري وأحمد عفيفي وطارق الجندي، لتخرجه الممثلة ذاتها التي ألّفته نادرة عمان، وليُشرف عليه سينوغرافياً محمد السوالقة.
«ريسايكلينغ»، الذي استمر زهاء سبعين دقيقة، كما سالفه، تناول «ثيمات» عدة كالحب والظلم والغربة في الوطن والنسوية من خلال علاقة تجمع بين دكتور وصبيّة، يرى كل منهما في الآخر سلوى له وسط ما يقاسيه من تناقضات وآلام.
سويّة جيدة هي تلك التي ظهرت عليها المسرحيتان الأردنيتان آنفتا الالذكر، وإن كان لا بد من استحضار مزيد من التبسّط في طرح الفكرة وأدائها؛ لضمان وصولها لأكبر شريحة من المتلقّين، وكيلا يسهم الغموض المتعمد الذي لطالما شاب المسرح الثقافي في عمّان في مزيد من جفاء الجمهور له.
فعاليات اليوم:
ـ عرض فني لفرقة (Breeze)، من الأردن، الساعة الثامنة مساء، المركز الثقافي الملكي – مسرح محمود أبو غريب (الدائري).
ـ الفيلم السويسري (Vitus)، الساعة التاسعة والنصف مساء، المركز الثقافي الملكي – المسرح الرئيسي. ( الدستور )