الإصلاح نيوز /
استخدم،لوران بلان اناقته التي عرف فيها اثناء مسيرته كلاعب وترجم لقب “بريزيدان” (الرئيس) في اعماله مع منتخب فرنسا لكرة القدم بعد الفضيحة المدوية التي عانى منها الزرق في كأس العالم 2010.
ورث قائد الدفاع السابق تشكيلة ممزقة من سلفه ريمون دومينيك كانت بمثابة كرة ملتهبة اثر فضيحة “كنيسنا” في جنوب افريقيا التي خرج منها احفاد جوست فونتين وريمون كوبا من باب الدور الاول الخلفي، وبطريقة محرجة بسبب ما ترافق مع طرد نيكولا انيلكا من المعسكر بسبب شتمه المدرب ريمون دومينيك وامتناع اللاعبين عن خوض التمارين اعتراضا على ذلك.
نجح بلان (46 عاما) في قلب نتائج الورثة الثقيلة وقاد فرنسا الى التأهل لنهائيات كأس اوروبا 2012 حيث قطع سلسلة من 18 مباراة متتالية لم يخسر خلالها، وكان بين الضحايا منتخبات المانيا والبرازيل وانكلترا.
على رغم نجاح “الرئيس” في مهمته، الا ان الاتحاد الفرنسي للعبة الجريح من خيبات المنتخب في كأس اوروبا 2008 وكأس العالم 2010، رفض تمديد عقد بلان قبل النهائيات القارية المقبلة، بل فرض عليه شرط بلوغ الدور ربع النهائي كي يمدد عقده، علما بان اسم بلان ورد لدى لوائح بعض الاندية الاوروبية الكبرى في نهاية الموسم الاخير، خصوصا من قبل تشلسي الانكليزي وانتر ميلان الايطالي.
كما عجز بلان في تحقيق طلبه بتأخير انتهاء بطولة فرنسا الى 13 ايار/مايو الماضي بدلا من 20 منه، على غرار باقي البطولات، املا برفع درجة استعداد المنتخب لكأس اوروبا.
كانت الاستمرارية من سمات بلان في استدعائه للاعبين، خصوصا لبعض ركائز المنتخب على غرار لاعب الوسط يان مفيلا الذي يعاني اصابة راهنا تهدد مشاركته في البطولة القارية.
يقول المدرب الذي حمل الوان مونبلييه (1983-1991) ونيم وسانت اتيان واوكسير ومرسيليا في فرنسا ونابولي وانتر ميلان الايطاليين وبرشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانكليزي في نهاية مسيرته: “اولي اهمية كبرى للتشكيلة. اذا استمعت للناس، يكون من الاسهل انتقاء افضل اللاعبين من كل فريق وضمهم الى المنتخب… لا يمكلون اي فكرة عن التشكيلة، وينساقون في فكرة كونهم من مشجعي المنتخب”.
وتابع: “انتهى وقت التجارب. سابقى وفيا لتاريخ التشكيلة في السنتين الاخيرتين”.
كان بلان دائما وفيا لاحتياجات فريقه، فعندما اشرف على بوردو الذي احرز اللقب الدوري في موسم 2008-2009، غير مواعيد التدريبات كي يسمح للاعبي الفريق المسلمين بالصيام في شهر رمضان.
بعد استلامه الاشراف على فرنسا، ارسل بلان (97 مباراة دولية و16 هدفا) كلمات النشيد الوطني للاعبي المنتخب، والى اللاعبين الشبان كي لا يظهروا على الشاشة وهم لا ينشدون الـ”مارسيياز”.
رد اللاعبون الجميل بطرق لاعب هجومية، وحصل اصحاب الطباع الصعبة على فرص ثانية على غرار المدافع فيليب مكسيس والمهاجم كريم بنزيمة.
على رغم بداياته الناجحة، الا ان بلان وقع في نيسان/ابريل الماضي في مطب الحديث عن “تحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسية” في مراكز تدريب الناشئين، ما ادى الى انقسام عرقي بين لاعبي تشكيلة 1998 التي قادت “الديوك” الى لقبهم المونديالي الاول والاخير، اذ انتقده لاعبون مثل باتريك فييرا وليليان تورام ودافع عنه اخرون مثل كريستوف دوغاري وبيكسنتي ليتزارازو.
كشف موقع “ميديابار” عن وجود قرارات داخل اللجنة الوطنية للعبة في فرنسا عملت للحد من نسبة اللاعبين من أصول أفريقية وعربية بما لا يتجاوز نسبة 30%، ثم كشف عن رسوم بيانية وضعها المدير الفني الوطني المسؤول عن تحديد سياسة تدريب الناشئين، فرونسوا بلاكار الذي اوقف على خلفية هذه القضية، يظهر فيه نسبة اللاعبين السود ومن اصل عربي في منتخبات الناشئين والتي تتراوح بين 40 و50% والهدف منها اقناع الاتحاد الفرنسي بحجم “المشلكة”.
وبحسب تقرير “ميديابار” الذي تناقلته معظم الصحف الفرنسية “بالنسبة إلى المسؤولين الفرنسيين عن الكرة، ثمة عديد من الأفارقة والعرب في الفريق الوطني الفرنسي، وليس هناك عدد كاف من أصحاب البشرة البيضاء”.
وجاء في الخبر أن بلان وافق على هذا التوجه، ونقل عنه قوله إن الإسبانيين لا مشكلة لديهم، اذ يقولون: “ليس عندنا لاعبين سود”، ودعا إلى الحد من اللاعبين المزدوجي الجنسية.
ونشر الموقع جزء من النقاش الذي حصل في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2010، عندما قال بلان بحسب الموقع: “من هم الأكبر والأقوى بدنيا الان؟ اللاعبين السود (… أعتقد انه يجب التركيز على اللاعبين بعمر 13-14 و12-13″.
واعتذر بلان عن الكلام الذي صدر عنه، معتبرا ان بعض المصطلحات التي استخدمت خلال اجتماع عمل حول موضوع حساس اخرجت من سياقها الاساسي، مضيفا “في ما يخصني شخصيا، فانا اسأت الى البعض واعتذر عن ذلك”.
لكن بطل مونديال 1998 رفض الافراط في تفاؤله بحظوظ بلاده في البطولة القارية: “بعد ما حصل في حزيران/يونيو 2010، قلنا بانه يجب علينا استعادة شيء من التواضع. يجب ان لا نبالغ في تطلعاتنا. نحن لسنا ذاهبين الى كأس اوروبا لفعل اي شيء”.
وواصل “لم يكن التطور بالسرعة التي اردناها لكننا قطعنا شوطا كبيرا، كبيرا جدا. يجب ان نكون اكثر ثباتا. بعض المنتخبات بامكانها ان تحقق ذلك (الفوز) بغياب ثلاثة او اربعة لاعبين مهمين، اما نحن فلا نستطيع فعل ذلك. على الناس محاولة تحليل الامور بشكل افضل. يريدوننا ان نكون فريقا يضم لاعبين رائعين في غضون 15 شهرا وان نلعب على نفس مستوى هولندا والمانيا واسبانيا. هذا امر مستحيل”.
واردف قائلا “لا يمكننا شراء فريق يلعب كرة جميلة من السوبر ماركت. هناك بعض الامور التي يجب تحسينها لكن الهدف بالنسبة لنا كان التأهل الى كأس اوروبا وقد حققنا ذلك”.