شكلت الحرب على غزة في ديسمبر 2008 محوراً أساسياً في تشكيل الصورة الشعرية لديوان “كأنك تراك” للشاعر الفلسطيني إيهاب بسيسو، لينطلق منها إلى مساحات أوسع من حالات الاشتباك مع الواقع اليومي المشحون بالألم والحزن والموت والغياب.“كأنك تراك”.. حالة شعرية تفتح أمام القارئ مجالاً خصباً للتأمل الذاتي وقراءة المشهد الفلسطيني بلغة شعرية جذابة دون تكلف.
في هذا الديوان، يستمد مشهد الحرب عند إيهاب بسيسو كثافته من تقاطع التجارب الفردية وحالة التأمل الذاتية التي صاغ من خلاها صوره الشعرية، وانطلق لينسج فضاء إنسانياً يرتكز على مفردات الحالة الفلسطينية.
يقول بسيسو:
أدوّن هذا الوقت
كأنني …
مسار حبر أسود على ورق
أفلت من حريق الأمكنة
ليبحث عما تركته القذائف في الأعين
من ذكريات
وصور …
في الديوان فضاءات عدة للوقت وحوارات مختلفة للذات الشعرية مع التفاصيل. يأتي هذا من خلال توظيف عميق لكثيرمن مشاهد القلق والانتظار والغياب وصوت القذائف والدوي في القصائد
“كأنك تراك” جديد ديوان للشاعر إيهاب بسيسو.. صدرعن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ويتضمن 15 قصيدة موزعة على 200 صفحة.
في غزة
وقت خارج أوقات الدراسة
يهرول نحو أقرب مدرسة
دون حقيبة
أو دفاتر
يدخل فصلاً بلا حصص
أو مدرسين
يحمل خوفاً
وأطفالا مصابين بالفزع
وأرق عائلة
وصوت قذائف…
الديوان فرصة إضافية لاكتشاف الحياة المنبعثة من أدق التفاصيل، وترجمتها إلى صور شعرية تحمل في طياتها الكثير من معاني الأمل والصمود والبقاء.
ففي ديوانه الجديد يصر إيهاب بسيسو على التمسك بالحياة رغم القذائف وصور الموت، ولا يكف عن التقاط شحنات الأمل من زخم الأحداث رغم مشاهد الركام والدمار.
رغم أن الديوان يأتي بعد ثلاثة أعوام على الحرب على غزة، فهو يقدم مزيجا شعريا مميزا بين الصور الإبداعية والرؤية الفنية القائمة على شعرية السرد.
يشار إلى أن بسيسو لم يشهد الحرب على غزة، وإنماعاش تفاصيلها من مكان إقامته في بريطانيا قبل أن يعود مطلع هذا العام إلى فلسطين، أستاذا للإعلام في جامعة بيرزيت.