أسهمت “شجرة الأسرة”، الخاصة بالعائلات، في اختصار بحثهم عن أقارب لهم، بالإضافة إلى أنها كشفت للكثيرين بعد مرور عدد من السنوات عن علاقة القربى، والرحم، التي تربطهم مع آخرين من ذات العائلة، وربما عوائل أخرى.
وأوضح إبراهيم بن حمدان البقمي – المتخصص في علم الأنساب، وهو معلم التربية الإسلامية في ثانوية الحديبية بمحافظة الطائف – أن شجرة الأنساب أثمرت في مجملها عن المحبة، والأخوة، وصلة الرحم خاصة وأنها توضح القرابة بين الأفراد، والعائلات، مشيراً إلى وجود مصاعب قد تواجه الباحث في الأنساب الكبيرة جداً، ولكن تلك المصاعب تصبح في حكم العدم بمجرد الحصول على معلومة تفيد الباحث، وتفيد غيره، مبيناً أن جميع أشجار النسب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، وليس بالإمكان فصلها عنه، فالآباء، والأجداد الموجودون في شجرة النسب هم تاريخ للأبناء، والأحفاد .
وعن علاقته بعلم النسب، وتفرع أشجاره، وإلمامه بها قال البقمي ” تأثرت كثيراً بشجرة العائلة المالكة الكريمة – التي كانت موضوعة بمدخل إدارة مدرسة الأبناء الابتدائية الأولى بمدينة الملك عبد العزيز العسكرية في منطقة تبوك، حيث كنت طالباً أدرس في الصف الخامس الابتدائي عام 1406 هـ، -، وتأملت فيها، وكنت انتهز الفرص كي أذهب للاطلاع عليها، وحفظ ما تيسر من أسمائها، وعاودت وأنا في سن العاشرة آنذاك تأملها بين الفينة والأخرى، ما دفع بذاكرتي وأنا في ذلك السن، لحفظ الأنساب، والأجداد، والأصول”، مشيراً إلى أن باستطاعته سرد النسب الكامل لأي من أفراد العائلة المالكة الكريمة، وقيامه كذلك بفك التباين أو الالتباس في قرابة أفراد الكثير من الأسر .
وأضاف البقمي أنه يحتفظ بصور تاريخية لملوك المملكة تجاوز عمر بعض منها مائة عام، وكذلك وثائق وصل عمر أحدها لـ (400 سنة)، منوهاً بالأثر الايجابي الكبير من وضع شجرة العائلة المالكة ضمن أنشطة المرحلة الابتدائية بشكل خاص، كي يتم تعريف الطلاب مبكراً على أئمة، وملوك، وأمراء هذه العائلة العريقة، وصلة القرابة في نسبها التاريخي، لافتاً إلى أن هذا الإجراء يعد دعوة صحيحة نموذجية إلى تعميق الهوية الوطنية، والانتماء، و كذلك ترسيخ الولاء، والطاعة لولاة الأمر .
وعن أثر علم الأنساب على شخصيته وتوجهاته، قال البقمي “علم الأنساب جعلني شغوفاً بحب هذا العلم، والتاريخ، والأحداث، ومواقعها، وحفظ سلسلات كثيرة من الأسماء في العديد من العائلات، والأسر العربية الحاكمة، وخاصةً الأسرة المالكة السعودية”، لافتاً إلى إلمامه التام والدقيق بنسب العائلة المالكة، وأقارب ملوكها، والكثير من أمرائها .