انخفضت أسعار النفط بشكل حاد، وسجّلت تراجعات قياسية لم تصل إليها منذ ستة عشر شهراً، ويبدو ذلك خبراً يحمل بُشرى سارة للمواطن الأردني، وللأردن كلّه، باعتبارنا دولة ليست نفطية، ونشتريه بأسعار السوق، ولكن الأمر ينعكس سلبياً علينا حيث ارتفاع أسعار البنزين، وهذه مفارقة.
وتأتي مفارقة أخرى يقرأها المواطن الأردني في الصحف، ويتابعها على الفضائيات، ففي أسبوع واحد خفّض لبنان أسعار المحروقات، وأمس الأوّل لحقتها إسرائيل وخفّضت بدورها الأسعار، وهكذا فمن الطبيعي أن يتساءل الأردنيون عن أسباب تفرّدنا بالرفع في وقت الخفض؟!
وتنتشر على يوتيوب قصيدة هزلية لكوميديان أردني تتهكّم على قرارات رفع البنزين، ووصلت مشاهداتها إلى نحو مئة ألف خلال يوم واحد، ممّا يؤشّر إلى مدى تأثير الارتفاعات على حياة الناس، أمّا النكات المريرة عن الأمر فتملأ المجالس، ورسوم الكاريكاتورات تملأ وسائل الإعلام، وشعارات الرفض تملأ المظاهرات.
وعلى الحكومة أن تقرأ ما يحدث في محطات الوقود، فطوابير السيارات بالعشرات أمام مضخات التسعين، وتكاد لا ترى إلاّ سيارة أو اثنتين أمام الخمسة والتسعين، ممّا يؤشر إلى أنّ الناس غيّروا في عادات سياراتهم، حتى لو أدى الأمر إلى خرابها، وهكذا فالسؤال الأخير: ماذا استفادت الخزينة من رفع هرب منه الناس؟ أمّا السؤال ما بعد الأخير: هل ستلجأ الحكومة لرفع التسعين أيضاً، وقريباً؟(الدستور)