يعرّف الأطباء ضربة الشمس: بأنها حالة تنتج عن تعرّض الجسم للحرارة الشديدة لوقت طويل بحيث ترتفع حرارة المصاب التراكمية لأكثر من 40درجة ، ويرافق هذه الحرارة بعض الأعراض مثل احمرار الجلد والجفاف ، والصداع ، واضطرابات البطن من تقيؤ و إسهال..وفي بعض الأحيان فقدان الوعي…
**
كل الأعراض المذكورة اعلاه بدت واضحة على مسيرات يوم الجمعة الماضي بتسع محافظات،، وبمناطق مختلفة من المملكة في طقس لاهب تجاوزت حرارته الــ35 درجة مئوية ..
،شمس الانتظار الطويل «ضربت « رؤوس الواقفين ،، وهم حاسري الرؤوس، تماما تحت «شوب» التهميش،، ، وبسبب هذا «التسخين»المتراكم الذي مارسته عليهم الحكومات المتعاقبة ،، استنزفوا عرق الصمت الذي ظلوا يخزّنونه في مسامات التصبر منذ عام ، وتلونت جلودهم، احمرارا بسبب رفع الأسعار والضرائب المباشرة ، فشعروا بصداع الاستعلاء الذي يمارسه كل المارين من فوق رؤوسهم …وبدأت اضطرابات البطن من جوع وتلبّك في «العدالة» الى ان استفرغوا كل، الوعود غير الصالحة للتطبيق…متهيئين تماماً لفقدان الوعي…
**
في المسيرات الأخيرة، هناك عدة مؤشرات مهمة ، تدل على ان الحراك بدأ،، دخول مناطق،،، لأول مرة على خط الحراك بعد ان بقيت فترة على قائمة الانتظار.
،وقد لوحظ تضاعف عدد المشاركين في، المسيرات الكبرى وخروج جزء كبير عن صمتها وانحيازها لمسيرة الحراك كما جرى في اربد..
ووصول الهتافات والشعارات الى حد تجاوز،، التوقعات..
اضطررت للكتابة في هذا الموضوع..في محاولة لتنبيه، كل المعنيين في صنع القرار أن يستشعروا آثار «ضربة الشمس» السياسية التي يتعرض لها الشارع في هذه الاثناء ..عسى ان يقدموا له الإسعافات الأولية اللازمة .. قبل ان نصل جميعاً الى مرحلة فقدان الوعي…