طفلةٌ عَبَرَت حقلَ الزّمان!!
منى محمد محيي الدين
في تلك الأيام الغابرة, عبرَت طفلةٌ حقل الزّمان. ووهبها الأمل اسمه طوعاً, لتهيمَ أبداً في بحر الآمال.
فغدَت وهي بنت السّنوات السّبعة, تهجرُ لذّة النّوم, لِتُعانقَ الفجرَ, وتتلقّفُ بيديها أوّل بركاتِ شمسٍ, تُقدّر مَن يُقَدّرها.
أمّا مَغيبُ الشمسِ, بالنسبة إلى تلك الفتاة, فقد كان له شأنٌ, وأيُّ شأن.
لقد تناول شروق الشّمسِ, ومَغربها, شعراء ونوابغ, استرسلوا, وأبدعوا في وصفها, منذ قرونٍ, وقرون.
إلاّ أنّ تلك الصّغيرة, كانت تتأمّلُ, وتتأمّلُ في سكونٍ, ورهبةٍ، عالَمَين مُتباعدين: عالم الإحساس والصفاء, وعالم النّاسِ والمادّة.
قد يسأل سائلٌ: أيـُعقلُ أن يصلَ تفكير ابنة السّنوات السّبعة هذا المبلغ؟؟ بيد أنّي سأُصوّب سؤاله لأقول: لماذا يتجاهل العالم أجمع أهمّية العودة إلى فطرتهم؟ لماذا حوّلنا المادّة مِحوَراً لحياةٍ, ضيّقنا علينا إطارها, حتى كادت تخنقنا بحبالٍ حريرية؟
ثمّ تلاقت أهدابي, لتحملني معها عبر خيالي, في سؤالٍ يتيمٍ أعياني: تُرى, هل يُمكن أن يتحوّل العالم إلى ميدان سباقٍ واسعٍ, حيثُ ينقشع ضباب القلوب, لِيستحيلَ الصّفاء نوراً يُبهر الأبصار, ويصعق كلّ مَن يمشي عكس التّيار؟؟؟