زهير عبد القادر
اتعجب جدا من ظاهرة غريبة في مجتمعاتنا الشرقية وهي عدم اعترافنا بواقعنا ومشاكلنا…وغالبا ما نخلق لأنفسنا اطارا وهميا نبني فيه قصورا في الهواء وشخصيات نتقمصها لا تمت لواقعنا الحقيقي بصلة.
،،،،،،،، اود ان اتطرق في صباح هذا اليوم الى مشكلة يعاني منها مجتمعنا المحلي وأسرنا وابناء مجتمعنا وهي مشكلة الادمان… فهناك من يعاني من ادمان الكحول واخر يعاني من ادمان المخدرات واخر من الادمان على لعب القمار….قد ينتفض الان شخص ويقول لا لا نحن شعب مسلم وهذه الامراض التي ذكرت موجودة فقط في بلاد الغرب وليس عندنا….وحتى المدمنين في مجتمعنا سيقولون نفس الكلام …لا كحول ولا مخدرات ولا قمار….
،،،،،، الحقائق تقول ان هناك مرضى كحول ومرضى مخدرات ومرضى قمار…وعدد المدمنين عندنا يتزايد عاما بعد عام …ومشاكل الادمان تنمو ونحن نقول لا عندنا (مافيش) هذه في بلاد الغرب…وانا اقول نعم امراض الادمان ومشاكله موجودة في امريكا وفي الدول الاوروبية، ولكنها موجودة ايضا عندنا وهناك العديد من الاسر والافراد تعاني من هذه المشاكل القاتلة .
،،،،،، سأتطرق في صباح هذا اليوم الى مشكلة ادمان الكحول (الخمور بأنواعها) واعود مرة اخرى للقول ان مشكلة الادمان على الكحول مشكلة عالمية ايضا…وفي المانيا مثلا اعرف ان من اهم اسباب الطلاق هناك هو ادمان طرف من الاطراف على الكحول…وكم من زوجة في هذا العالم تتعرض الى الضرب المبرح والاغتصاب الجنسي والعنف الاسري بسبب الكحول…كم هو عدد الرجال في العالم الذين يعودون الى زوجاتهم بعد منتصف الليل وهم في حالة سكر شديد .وليس هذا فحسب بل يبدأون يومهم التالي بكأس من النبيد او الويسكي او زجاجة من البيرة …ويستمرون على هذه الحال على فترات متقطعة من النهار…فهم لايتحكمون بكمية الكحول التي يتناولوها.
،،،،، اعرف صديقا اذا ماتناول الكحول يوميا وبكميات كبيرة فأنه يشعر بالاكتئاب والحزن وقد تنقلب هذه الاحاسيس الى العدوانية ،ولكنه ينقلب الى انسان سعيد اذا ما شرب…رغم معاناته الاسرية والنفسية والصحية .
،،،،،، وليس سرا اذا قلت ان في مجتمعنا الاردني نسبة كبيرة من الكحوليين الذين يعتدون بالضرب والشتم على زوجاتهم وأولادهم وجيرانهم، تحت تأثير الكحول.
،،،،،، وقد يسألني احدهم هل هناك مدمنات على الكحول من النساء اقول نعم وهناك دراسات تثبث ذلك .
،،،، اتمنى على هؤلاء مرضى الكحول ان يعترفوا بمرضهم اولا ثم ان تكون لهم النية الصادقة والرغبة بالتوقف عن تناول الكحول وبالتالي هناك امكانية علاجهم وعودتهم الى حياتهم الطبيعية دون الكحول.
،،،،،،، ولا يخفى على احد مضار الادمان على الكحول على الحياة الاسرية والاجتماعية والصحية والاقتصادية…واختتم القول ان مرض الادمان على الكحول ليس لع علاقة بالفقر او الغنى فهو مرض يصاب به كل من يتعاطى الكحول بشكل دائم.
،،، ،،اتمنى في ختام خاطرة الصباح لهذا اليوم لكل مرضانا والمدمنين في مجتمعنا الشفاء العاجل والتوبة الصالحة …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com