حاولت “دينا” تخفيف وزنها عن طريق تناول إحدى الخلطات العشبية، التي قامت بشرائها من إحدى مراكز الأعشاب.
لم تدر دينا وهي تعالج وزنها بالاعشاب انها ستصبح من رواد الاطباء، وأن جمالها الذي ذهب بشيء منه وزنها ذهبت الأعشاب بمعظمه.
تقول: شعرت بانزعاج من ترهل جسدي وزيادة وزني فسألت صديقتي عن سر انخفاض وزنها، فاشارت الي بخلطة تناولتها وخلال أسبوعين هوى وزنها 5كغم.
دينا سارت على طريق صديقتها فحصل التالي: بدأت تشعر بالكسل والارهاق المستمر، والاضطرابات في العادة الشهرية، وتساقط الشعر.
أما “أم محمد” – ربة منزل فاعتادت كما تقول على تناول نوع واحد من الأعشاب (رجل الأسد) لأن نوع واحد في رأيها لا يسبب ضرر على صحتها.
أم محمد دأبت على تناول كوب صباحي من هذه العشبة قبل الفطور بنصف ساعة، وآخر مسائي قبل العشاء أيضا، كما نصحها احد العطارين.
تجبة أم محمد ايجابية وتشعر بالارتياح منها. تقول: استخدامي لهذه النبتة انزل وزني وعالج بعض الامراض التي كنت أعانيها.
بينما تقول سارة: إنها تقوم بخلط نوع من الأعشاب يدعى (بذرة الكتان) مع نوع آخر من الأعشاب (السنا مكي) لتكون النتيجة أفضل كما قالت لها إحدى صديقاتها، وذلك مقدار ملعقة صغيرة من كل نوع مع ربع لتر ماء ويغلى لمدة ثلاث دقائق ثم يترك لمدة 10 دقائق ثم يشرب ساخنا مقدار كوبين في اليوم.
لم تعد أنظمة الرجيم تكفي وتلبي مطالب النساء الكثيرة، فلجوء بعض النسوة لاستخدام الأدوية والأعشاب التي تروج لإنقاص الوزن، تحول إلى هوس يؤرق الراغبات في إنقاص أوزانهن من دون وعي أو ادراك لتأثيراتها المتفاوتة على الصحة فالثمن غالبا يكون باهظا، سواء كان صحيا أو ماديا.
يقول محمد عارف صاحب محل عطارة لـ “مضمون جديد”: إن النساء لديهن الإقبال الشديد على شراء هذه الأعشاب وبشكل عشوائي من دون مراعاة للمعايير التي يضعها أطباء وخبراء الطب البديل.
من هذه المعايير “المليجرامات أو الميكروجرامات” التي يجب إتباعها عند صناعة إي خلطة معينة بينما تقوم تلك النساء في خلط عشوائي لتلك الأعشاب، وهنا يكمن الخطر بحيث تصنع بكميات لا يتقبلها الجسم.
ويضيف عارف: ننصح في إجراء فحص قبل استعمالها فقد تكون السيدة التي تستخدم هذه الأعشاب مصابة بمرض معين مثل الضغط أو السكري وغيرها من الأمراض قد تؤدي بتلك السيدة الى مخاطر تصل حد الوفاة في بعض الأحيان.
ويشير الى انه دائما النصح لزبائنه بعدم استخدام الاعشاب كونها تسبب الأمراض على المدى البعيد.
خلطات قاتلة
ووفق تحاليل مخبرية لمجموعة خلطات التخسيس العشبية فقد اتضح احتوائها على مواد تسبب فشل كلوي واحتوائها على مواد كيميائية تدعى مجموعة (القلويدات البايروليزيدنية) التي تسبب تلف الكبد وتحوي على مجاميع كيميائية تسبب فشل البنكرياس ووجود مواد عشبية في تلك الأدوية تسبب سرطان القولون وأمراض القولون المختلفة، وتسبب أيضا تقرحات الأمعاء والمعدة والاثنى عشر.
تقول الدكتورة صباح القيسي أخصائية أمراض النسائية والتوليد لـ “مضمون جديد”: إن الطب البديل من المجالات الناجحة في العلاج، لكن بشرط استخدامه بطريقة علمية سليمة.
بالنسبة إلى د. القيسي فإن بعض العطارين يبالغون في المعايير وكذلك النساء، مشيرة الى وجود مواد تتحول من مواد فعالة إلى مواد سامة ذات مضار على الجسم وفعالياته الحيوية.
وتضيف: ما أنصح به اللجوء إلى الأطباء المختصين بالطب البديل باستشارتهم عند خلط إي نوع من الأعشاب، مشيرة الى ان الطب البديل قائمة على معايير ثابتة وسليمة بعيدة عن العشوائية التي تتبعها اغلب النساء.
وتعتبر معظم النساء فصل الشتاء فصل تراكم الشحوم، مما يدفعهن إلى إتباع حمية مشددة، إما عن طريق تناول الأدوية أو عن طريق تناول الأعشاب المنحفة التي تقصدها اغلب النساء لتحقيق هوس الرشاقة في أسرع فترة زمنية، وذلك قبل حلول فصل الصيف الذي تكثر مناسباته، وهنا يكمن الخطر. ما يجري بعد استخدام يتكوّن الأنسجة الشحمية ذات الأهمية البالغة في تكون وتكلس العظام.
ودأب أطباء النسائية على التحذير من المبالغة في التخلص من الشحوم التي تراكمت في الأجسام طوال أشهر الشتاء.
وقال رئيس نقابة أطباء الأمراض النسائية في ألمانية البروفسور (روديغر ماركواردت) إن النساء اللاتي يتبعن الحمية المشددة أو عانين فترة من هوس الرشاقة يعانين في الوقت ذاته من انخفاض صامت (غير محسوس) في مستوى الكالسيوم في الجسم.
ويعرض هذا العامل النساء بعد فترة انقطاع الطمث إلى الإصابة بتنخر العظام والكسور والأمراض الاستقلالية في العظام.4
بالنسبة الى الطبيبة الصيدلانية أمل أبو زهرة فان “المواد الطبيعية مفيدة للجسم ولا أحد ينكر، لكن إذا تم تناولها تحت إشراف طبيب أو خبير أعشاب.
تقول لـ “مضمون جديد” استخدامها بعيدا عن اعين الخبراء يبؤثر سلبا خاصة مع الإفراط، مشيرة الى ان أقل ما يمكن إحداثه هو تسبب قرحة في المعدة، اضافة الى كسل في الأمعاء، ومشاكل في الكبد، وتنمل في الجسم وغثيان، وتأثيرها على القلب لأنها تقوم بإخراج السوائل والمعادن الهامة من الجسم، وغيرها من مضاعفات.
وتضيف د. أبو زهرة: عند خلط الأعشاب هناك احتمال كبير بتفاعل مركباتها لتنتج مادة تؤدي الى أعراض جانبية وخيمة.
من الأمثلة التي تضربها الصيدلانية على الأعشاب التي يجب توخي الحذر عند استخدامها بذرة الكتان فهي بذور تتركب من جلوكسيدات، ومواد مرة، وزيت بذر الكتان، وفيتامينات ومعادن، وأحماض امينية ويجب عند تناولها تجنب الدهون الحيوانية وعدم استخدام بذور الكتان غير الناضجة باحتوائها على جلوكوزيدات سيانوجينية وهي مادة سامة.
وتشير إلى تجنب استخدام إي نوع من العلاجات إلا لضرورة والرجوع إلى الوسائل التي لا تحدث أعراض جانبية.
دور الاعلام التوعوي
ويلعب الإعلام في شتى اشكالة دور مهم في توعية الناس وتنبيههم بهذا الاستخدام العشوائي. تقول إيمان العضايلة رئيسة شعبة النباتات الطبية والنواتج الطبيـعية في مديرية الدواء المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية: يجب التركيز على دور الإعلام لتنبيه المواطنين لعدم اللجوء للاستعمال العشوائي للنباتات والأعشاب، خاصة وان لدى الناس مفهوم خاطئ احيانا في إن استخدام أي نبات ومنتجات من أصل طبيعي آمن.
تقول العضايلة قد تكون بعض النباتات لها أضرار بالغة وجسيمة ويتناولها أناس يتعاطون أدوية وفي بعض الحالات تحدث تداخلات سامة بين تلك الأدوية المصنعة وبين تركيبة النباتات تصل إلى حالات وفاة.
وتضيف العضايلة: ما يدعو للاستغراب أن معظم الناس يحرصون على قراءة النشرة الداخلية للادوية للبحث عن تأثيراتها الجانبية في حين هم انفسهم لا يؤمنوا بوجود مثل تلك التأثيرات والتداخلات للنباتات والأعشاب.
وتطالب العضايلة بالتركيز على الاستفسار بالرجوع لقسم التسجيل في شعبة النباتات الطبية التابع لمؤسسة العامة للغذاء والدواء لمعرفة الادوية النباتية المسجل والمصرح بتناولها.
خبراء الاعشاب
أما الشيخ احمد جودة الخبير في طب الأعشاب والعطارة فيقول: ليس كل من أدعى المعرفة قادر على العمل بها، فهناك الدخلاء على المهن المختلفة، وخاصة على المهن الحساسة التي تمس صحة المواطن مثل قطاع الأعشاب.
أبرز اعشاب التنحيف
ويشير جودة إلى أبرز الأعشاب التي تستخدمها النساء للتنحيف وإنقاص الوزن وطريقة استعمالها وأبرزها:
1-السنا مكي وهي من أشهر الأعشاب التي تستخدمها النساء لتنزيل الوزن، أضرارها كثيرة فهي ملينة للأمعاء وتسبب إسهال مستمر ثم إمساك حاد قد يؤدي إلى فشل كلوي نتيجة الاستخدام السلبي وبكمية كبيرة، وتسبب اضطرابات وارتخاء في غشاء الأمعاء، لذلك يجب استخدامها بشكل غير متكرر وبجرعات صغيرة والاستخدام الصحيح هو ملعقة واحدة في الأسبوع وذالك لتجنب تأثيرات جانبية ذات الاهمية.
2-العش رق: وهي أيضا من الأعشاب التي تستخدم للتنحيف ولها نفس أضرار السنا مكي وتستخدم ملعقة واحدة في الأسبوع تنقع في ماء مغلي.
3-الميرمية: وهي من الأعشاب المنحفة التي تستخدمها اغلب النساء ولكن تستخدم بطريقة خاطئة، ويجب أخذ الحيطة والحذر عند استعمالها بحيث يجب أن تنقع في الماء المغلي وعدم غليها لأنها في هذه الحالة تصبح سامة.
4- بذرة الكتان: وهي من أشهر الأعشاب التي تستخدم للتنحيف ولها فوائد منها فتح شرايين القلب ولكن إذا استخذمة بطريقة صحيحة بمقدار نصف ملعقة صباحا.
يمكن القول إن هناك الكثير من الطرق التي يجب إتباعها للحصول مقاييس الجمال والقوام الرشيق التي تبحث عنها أغلبية النساء دون اللجوء إلى استخدام الأدوية والأعشاب التي قد تكون مضرة للصحة أو تؤدي إلى مضاعفات على المدى البعيد ونحن في الغنى عنها لذلك.
وتنصح خبيرة التغذية ريم الزيتاوي بإتباع حمية غذائية صحية سواء استخدمه تلك الأعشاب أم لم تستخدم. وتقول لـ “مضمون جديد”: نحن بحاجة لإتباع نظام غذائي جيد تحت إشراف خبير التغذية مثل التقليل من استهلاك الأغذية التي تحتوي على المواد الدهنية فذالك يخفض السعرات الحرارية المستهلكة، ويساعد في،المحافظة على الوزن أو إنقاص إي زيادة لذلك يعتبر التحكم بكمية الغذاء المستهلك من أهم الطرق لإنقاص الوزن
للاطلاع على مزيد من التقارير على مضمون جديد هنــا
