زهير عبد القادر
رأيتها صدفة…جالسة بنعومة ودفء وهدوء وحنان…يفصلني عنها زجاج نافدة مكتبي حيث اجلس كل صباح اتصفح الصحف اليومية واخبارنا المحلية قبل ان انتقل الى صحفنا العربية والدولية…في صباح هذا اليوم قررت ان اراقب هذا الزائر اللطيف….هذه الحمامة الجميلة والتي اتخدت قوارا من قوارير ازهارنا بعد ان فرشته بالقش الناعم عشا آمنا لها ولبيضها وترقد عليهما تمنحهما الدفء والحنان…دفء العش الآمن وحنان الامومة الصادق…ترقد الساعات الطويلة بكل صبر ووفاء واخلاص…تنظر الي احيانا ولسان حالها يطلب مني الرحمة والشفقة على ام ضعيفة لاحول لها ولا قوة وكأنها تطلب مني الامن والامآن…ومن يدري فقد عاشت هذه الحمامة الوديعة وحشية الانسان الذي كسر بيضها وحرمها من اطفالها دون رحمة او انسانية…وكم تمنيت لو كنت استطيع ان اؤكد لها انني لاافكر لحظة بحرمانها اطفالها حتى بعد خروجهم من البيضة…وكم اتمنى لو استطعت ان اعبر لها عن اعجابي بحنانها وصبرها ووفائها وحمايتها لأطفال لم يخلقوا بعد…
وهزني بعنف عندما راقبت طائرا آخر يأتي اليها ويرقد مكانها بنفس الحب والدفء والحنان ويسمح لها بالطيران ويبقى هو يحمي البيض(طيور المستقبل)…وعندما سألت زوجتي عن ذلك اجابتني انه ياتي اليها يوميا ويقوم بنفس الدور…يا الهي انها المشاعر والاحاسيس التي يشعر بها كل كائن حي على هذه الارض…حتى النباتات التي تستجيب وتنمو اسرع عند سماعها انغام الموسيقى وكم سمعت سيدات مثقفات يتحدثن مع الزهور والنباتات في حدائقهن البيتية .وقد اتبثت الدراسات صحة ذلك عند النباتات والازهار .استغربت جدا من سلوك الطائر الاخر والذي اعتقد انه (الذكر) على تعاونه مع الانثى ومشاركته لها دور الامومة بكل وفاء واخلاص…وتمنيت لو تعلمنا نحن رجال الشرق مشاركة زواجاتنا عند حاجتهن لنا عند الحمل او الولادة او الحالات التي تكون فيها المراة بأمس الحاجة فيها الى شريك حياتها يقف الى جانبها ويستمع اليها ويمسك بيدها…ويساعدها…
مشاهداتي اليوم جعلتني اشعر بأهمية الامن والاستقرار لكل كائن حي …وتذكرت امي وحنانها…امي والتي فارقتني فجأة ودون وداع حيث كنت في بلاد الغربة والاغتراب والبرد والثلوج…
نامي بدفء وحنان ياحمامة السلام…ياجارتي…ولك منا عهدا ايتها الام الحنونة ان نحافظ عليك وعلى اطفالك ونحرسك من كل سوء…وستبقي يا جارتي دوما رمزا للمحبة والسلام …صباح الخير…
zuhairjordan@yahoo.com