زهير عبد القادرفي هذه الايام…ايام اعياد العنصرة…وايام الربيع الجميلة…حيث الانهار،،والبحيرات الكبيرة والمنتشرة في كل قرية ومدينة…والاشجار الخضراء المكتسية بأحلى واجمل حلتها،،والزهور بكل الوانها وانواعها والغابات الواسعة…ناهيك عن الشوارع السريعة العريضة (اوتوبان) … في هذه الايام المشمسة يخرج الملايين من بيوتهم للمتعة والراحة والنزهة….فمنهم من يستعمل القطار السريع في تحركاته من مدينة الى مدينة لتبادل الزيارات بين الاقارب والاصدقاء…ومنهم من يفضل السيارة في تنقلة …وبعضهم يفضل ركوب الدراجة النارية او الهوائية في نزهاتهم…واخرون يفضلون السير في الغابات والتمتع برائحة الطبيعة الرائعة الجميلة…وهناك من يزور الحدائق العامة ويتمتع بفنجان من القهوة او بأكلة سريعة شهية او يتذوق البيتزا او كرات (الايس) الأيطالية…والكل يسعد ويفرح بطريقته وحسب رغباته…
،،،،،،أكثر من ثلاثة عقود عشتها هناك…ولم اشاهد مرة واحدة كومة نفايات في حديقة تركت من عائلة تناولت طعامها تحت شجرة خضراء او مجموعة شباب يشاكسون فتاة تسير وحيدة في الشارع ولم ارى سائق سيارة يفتح بوق سيارته ليشتم السائق الذي امامه….ولم اشاهد سائقا واحدا قطع أشارة ضوئية حمراء…ولم ارى المانيا واحدا يرمي القمامة من سيارته على اطراف الشوارع …ولم ارى رجلا واحدا يحمل مسدسا اثناء جولته الترفيهية في حديقة من الحدائق…لم اسمع نائبا او مسؤولا يصرخ في وجهه شرطيا قائلا (مش عارف مين انا) …لم ارى ابا يصفع ابنه على وجهه لآنه طلب منه ان يشتري (ايس) او قطعة حلوى…لم اجد سائقا يستجدي السيارات المارة طالبا قليلا من البنزين حتى يصل بيته…لم ارى سيارة حكومية فخمة،،مليئة بأفراد اسرة مسؤول الماني بقصد النزهة و(شمة الهواء) على حساب دافع الضريبة .
لم ارى اي شكل من اشكال العنف الاجتماعي ….الناس سعيدة في يوم عطلتها ومع افراد اسرتها …الجميع يبتسم …الجميع يتمتع بصمت…الجميع يرتدي الملابس النظيفة …لا احد يصرخ ولا تسمع زامور سيارة او حافلة او حتى رنين جرس دراجة هوائية الا ما ندر…نعم انهم يحتفلون…ويفرحون…ويتمتعون بحرية مسؤولة…وبعطلتهم وبعيدهم ولكن بحضارة وثقافة عالية….واكاد اجزم ان سلوكهم الحضاري هذا هو جينات وراثية …ايها الاصدقاء كل عام وانتم بخير …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com