أكد عدد من سكان منطقة الشونة الجديدة في لواء الشونة الجنوبية أن “هنجر” الكبريت التابع لمنطقة الحرة الماسية يعمل ليلاً، ما يتسبب بانتشار الروائح الكريهة، فيما تنفي إدارة المنطقة الحرة ذلك، مؤكدة أن “الهنجر” مغلق منذ عام 2007.
وأرجع الأهالي نفي الإدارة المتكرر للتهرب من إيقاع مخالفة بحق المصنع من قبل الجهات الرسمية المعنية، مشيرين إلى أن المصنع يتوسط الأحياء السكنية ويفصله عن الحي السكني المجاور للمصنع من الجهة الشمالية كيلو متراً واحداً، موضحين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى لنقل “هنجر” الكبريت من بين الأحياء السكنية، لكن دون جدوى.
وتؤكد المواطنة ندى عطية على عمل “الهنجر” القريب من بيتها خلال فترات الليل، حيث يجري القاء الكبريت الفاسد في الوادي الفاصل بين “الهنجر” والحي.
وحسب الأهالي بتسبب عمل المصنع ليلاً بإزعاجهم وإقلاق نومهم كما يسبب انتشار الروائح الكريهة التي لا تحتمل وتتسبب بانتشار الأمراض التنفسية، كما حدث مع ابنة المواطنة أمية منصور التي تعرضت لالتهاب حاد في الجهاز التنفسي مما استدعى مكوثها في المستشفى أسبوعاً كاملاً بسبب استنشاقها روائح لمواد كيماوية وهذا ما تؤكده التقارير الطبية.
عمل “الهنجر” ليلاً وانتشار الروائح الكريهة دفع العديد من السكان إلى ترك منازلهم واستئجار في مناطق أخرى.
من جانبه نفى رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة في الشونة الجنوبية الدكتور محمد عبد ربه عمل “هنجر” الكبريت ليلا، مشيراً إلى أن المصنع مغلق منذ عام 2007 بسبب شكاوى تقدم بها المواطنون لوزارة البيئة.
واعتبر عبد ربه أن ما تحدث به المواطنون من شكاوى بعيدة كل البعد عن الصحة، مؤكداً أن مادة الكبريت لم تدخل المنطقة الحرة منذ عدة سنوات.
وأضاف ” المنطقة الحرة تعتمد على الأيدي العاملة ولا حاجة لها لآليات”.، مؤكداً أن “الهنجر” لا يوجد فيه سوى زيوت السيارات.
بدوره قال الناطق الإعلامي باسم وزارة البيئة عيسى الشبول إنه تم إرسال لجنة تحقيق إلى المنطقة الحرة، التي بيّنت أن المصنع مغلق منذ عدة سنوات لمخالفة شروط الصحة والسلامة العامة بالإضافة لمخالفته قانون العمل بعدم التقيد بساعات العمل للموظفين.
ووعد الشبول بإرسال فرق كشف ليلا للتأكد من شكاوى المواطنين المتعلقة بعمل “هنجر” الكبريت ليلاً، مشيراً إلى أنه في حال أثبت ذلك ستقوم الوزارة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق إدارة “الهنجر” .
وحول الآثار السلبية لانتشار روائح المواد الكيماوية يقول أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور خميس الخطاب إن التأثر يعتمد على نسبة الروائح والفترة الزمنية التي يتعرض فيها المواطن لاستنشاق روائح المواد الكيماوية، حيث يؤثر استنشاقها بشكل كبير على المواطنين الذين لديهم تحسس بالأصل، والذين يعانون من داء الرئة الانسدادي، فضلا عما تعرضه روائح المواد الكيماوية من إضعاف لمناعة جسم الإنسان.
وأوضح الخطاب أن أكثر الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالتحسس من تلك الروائح الأطفال وكبار السن.
وطالب المواطنون المسؤولون في وزارة البيئة وشرطة البيئة بنقل “هنجر” الكبريت من بين الأحياء السكنية للتخفيف من معاناة المواطنين في منطقة الشونة الذين يصل تعدادهم إلى ما يقارب ? آلاف مواطن.