قلة عقل.. قلة دين.. قلة وطنية !!!
سلطان العجلوني / سجن قفقفا
تاريخ الولادة : 1 _ 1 _ 1974 مـ
المؤهل العلمي : ماجستير علوم سياسية
مدة حكمه : مؤبد
تاريخ نشر هذه الرسالة : 29/04/2008 - 04:58 ص
لمن لا يعرف الأسير المجاهد سلطان العجلوني هو ابن المفرق الغالية و قضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن ال 17 عاما قضاها لأنه قطع الحدود غرب النهر وتسبب بمقتل ضابط صهيوني وإصابة العديدين منهم ولم يتعدى عمره حينذاك ال16 ربيعا والسبب أن الغيرة دبت في عروقه وهو يرى شهداء مجزرة حرم المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 8/10/1990 مـ فصمم على الثأر لشهداء الأقصى المبارك وقد سمي فيما بعد بعميد الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال !! لله دره ما أعظمه من رجل .
وهو الآن يقضي بقية حكمه في سجن قفقفا بانتظار الإفراج عنه بشهر آب القادم إن شاء الله تعالى !!! والآن أترككم مع رسالته لكم يا عشاق ماردنا الاخضر العظيم :
يقال إن الرياضة لتهذيب النفوس وليست لجلب الكؤوس، ويبدو أن الرياضة عندنا - أو كرة القدم بالتحديد - قد فشلت في الأمرين معاً؛ فإنجازاتنا الكروية كما يعلم الجميع أكثر من متواضعة ونحن لا «نتشاطر» إلا على بعضنا البعض أوعلى المساكين من أمثالنا، وعلى كل حال فحديثي اليوم يتعلق بالشق الأول من القول المأثور والمتعلق بتهذيب النفوس، فالفشل فيه أوضح والإخفاق فيه أكبر.
إذاً، فقد أقيمت مباراة الفيصلي والوحدات بدون جمهور، ومن المفترض أن تنتهي المباراة على خير ما دامت الجماهير بعيدة عن الملعب، لكن ذلك لم يحصل مع الأسف؛ فقد حصلت عدة مناوشات ومشاجرات في أنحاء متفرقة من البلد، وخاصة في المقاهي وأماكن المشاهدة العامة التي لجأت إليها الجماهير بدلا من الملاعب، فالمشاهدة لا تحلو إلا جماعية..
سبق لي أن كتبت مقالا يتناول هذا الموضوع ولكن بقدر كبير من التورية والتلميح والرفق، وهي أساليب لن أتجاهلها هذه المره فالشاعر يقول: إن في التعريض للعاقل تفسير المعاني، ومن الواضح أن من ينخرط في هكذا مشاجرات بعيد كل البعد عن وصف «عاقل».
إن هذه المظاهر البائسة تدل على «قلة عقل» المتورطين فيها لأنهم يعرضون أنفسهم والآخرين والبلد للضرر والسمعة السيئة من أجل « كرة» لن تحل شيئا من مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية وربما العكس. فبالله عليكم، هل يتسبب فوزهذا الفريق أو ذاك بانخفاض الأسعار ونسبة البطالة أو بارتفاع منسوب الحريات والأمن الإجتماعي؟!
وهذه المظاهر السيئة مؤشر واضح على «قلة دين» المشاركين فيها، لأنهم تناسوا أنهم إخوة في الدين الذي يقول لهم نبيه «... وكونوا عباد الله إخوانا»، فكيف يحقد الأخ على أخيه أو يؤذيه من أجل مباراة كرة قدم ؟!
إلا أن أكثر ما تدل عليه هذه الظاهرة المقيتة هو «قلة الوطنية» ورداءة الانتماء وانعدام الوفاء، فليس سرا إلى أية فئة ينتمي كل طرف من المشاغبين/ المشجعين، الذي يظن أنه بكراهيته للأردن وقلة وفائه للبلد الذي احتضنه بالأمس ويأكل من خيراته اليوم وسيكون أرض الرباط لتحرير أرضه غدا مصاب بنقص في صدق انتمائه لفلسطين ومحبته لها.. والذي يشتم الشيخ الشهيد أحمد ياسين ويهتف للمجرم شارون، فقد نسي أن الأول دافع عن مقدسات الأردنيين، وأحبط آمال الثاني في جعل الأردن «أرض «إسرائيل» الشرقية»، ومن ظن أن حب الأردن ممكن دون حب فلسطين جاهل غاشم، ومن ظن إمكانية حب فلسطين دون الأردن واهم خاطئ، فالأردن وفلسطين كالعينين في الوجه والوالدين في البيت والشهادتين في الدين.
إن العلاج النافع لهذه الأمراض الخبيثة لا يكمن في إقامة المباريات بعيدا عن الجماهير، ولا حتى في دمج الفريقين أو إغلاق الناديين... التربية، نعم التربية، وسأظل أكرر: التربية هي الحل، والذي يتصرف أو يتلفظ بعنصرية في الملعب لم يكتسبها قبل المباراة والاستمتاع المرضي بقبحها وقرفها، فقد رضعها في البيت مع الحليب ثم الشارع فالمدرسة والجامعة والنادي ومكان العمل، وعلى المربين في هذه المراحل أن يتقوا الله في أولادهم وما يغرسونه فيهم من غرس سامّ؛ فيعطوا المثال الحي في التسامح والتغافر والتضافر، وهم عندما يفعلون ذلك لا يعملون «معروفاً» إلا لأنفسهم وأبنائهم وبلادهم.
في نهاية كل مباراة يتساءل الناس من الفائز، وأتساءل: من المستفيد مما يحصل على هامش المباراة من أحقاد وضغائن؟!
أما نتيجة المباراة فلا أشك أنها كانت:
الفيصلي: صفر ، والوحدات: صفر، وأعداء الأمة: واحد.