الإصلاح نيوز/
يدخل فريقا برشلونة وأتلتيك بلباو نهائي كأس ملك إسبانيا لكرة القدم بشعار واحد هو “الإنقاذ”، وذلك في المباراة التي ستجرى بينهما على ملعب “فيسنتي كالديرون” مساء الجمعة.
واختلفت طموحات الفريقين في بداية الموسم، فحين كان بلباو يطمح إلى مركز جيّد على جدول ترتيب الـ”لـيغا” يؤهّله إلى مسابقة أوروبية، والوصول إلى أقصى دور في كأس إسبانيا، وتحقيق مشاركة طيبة في الـ”يوربا ليغ”، كان فريق برشلونة يأمل في تحقيق أكبر عدد ممكن من الألقاب.
لكن الأمور جرت بخلاف أمنيات الفريقين، فنزل برشلونة عن عرش بطولة الدوري لصالح غريمه ريال مدريد بعد ثلاث سنوات من الهيمنة، وتوقف طموحه بالاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا عند الدور نصف النهائي وخرج على يد تشلسي الإنكليزي الذي حمل اللقب.
وتعرّض النادي الكتالوني لضربة هي الأقوى له في المواسم الأخيرة برحيل مدرّبه ومهندس انتصاراته جوسيب غوارديولا، ورغم تعويضه برجل من البيت الداخلي هو مساعده تيتو فيلانوفا، إلا أن الكثيرين يرون أن حقبة الألق لبطل أندية العالم تُشارف على النهاية.
وستكون الكأس الملكية أفضل هدية يقدمها اللاعبون لمدرّبهم المُلهم، في آخر 90 دقيقة يقودهم فيها، خصوصاً أن الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه خسروا كأس 2011، بذكرى حزينة أمام غريمهم ريال مدريد وبفضل هدف رأسي للبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي حرمهم من تكرار الانجاز الفريد بالوصول إلى السداسية التي حققوها عام 2009.
بلباو وحلم التتويج
حمل المستوى الطيب، الذي قدمه لاعبو المدرّب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا في الدوري الأوروبي، فريقهم إلى المباراة النهائية من المسابقة، غير أنهم خسروها مع مواطنهم أتلتيكو مدريد (3-0)، وذلك لأن الدفاع الباسكي انهار سريعاً أمام موهبة الكولومبي رداميل فالكاو، لكن الخسارة لم تمنع المتابعين من رفع القبعة لبلباو على مستواه الرائع في المسابقة.
أما في الدوري فقد كانت الحال مغايرة تماماً، فبموازاة إقصائه لفرق عريقة من يوربا ليغ (مانشستر يونايتد الإنكليزي وشالكه الألماني)، كان بلباو يفقد العديد من النقاط أمام منافسيه المحلّيين، ليقبع في المركز العاشر وسط الترتيب، دون أي امتيازات أوروبية، مما حدا بأنصاره أن يعلّقوا كلّ آمالهم الكروية على النهائي المنتظر للظفر بلقب الكأس الـ(24) والاقتراب أكثر من رقم برشلونة البالغ (25)، والمهم العودة إلى منصات التتويج بعد غياب منذ عام 1984 حين جمعوا الدوري والكأس في ذلك العام.
الطريق إلى النهائي
في بداية مشواره نحو المباراة النهائية تخطّى برشلونة في دور الـ32 فريق هسبيتليت (درجة ثالثة) بسهولة، ففاز عليه ذهاباً (0-1)، وأمطر شباكه في الإياب بتسعة أهداف نظيفة، و في دور الـ16 هزم أوساسونا ذهاباً (4-0)وإياباً (1-2).
وكان الصدام الأكبر لبرشلونة أمام ريال مدريد، إذ واجهه في الدور رُبع النهائي وغلبه في الذهاب (2-1)، وأفلت من الهزيمة في الإياب، فخرج بتعادل ثمين (2-2)، وفي الدور نصف النهائي أيضا كان ينتظره منافس عنيد هو فالنسيا، فتعادل معه ذهاباً (1-1)، وفاز عليه إياباً (2-0)، أما بلباو فكان طريقه أسهل نسبياً، ففي دور الـ32 واجه فريق ريال أوفييدو ( درجة ثالثة) فغلبه ذهاباً (0-1) وإياباً بنفس النتيجة.
ومن الدرجة الثالثة أيضاً صعد فريق ألباسيتي لمقابلة بلباو في دور الـ 16، فتعادل معه ذهاباً (0-0) وفاز بلباو إياباً (4-0)، وفي الدور رُبع النهائي لعب مع ريال مايوركا ففاز عليه ذهاباً (2-0)، وإياباً (0-1)، وأنهى بلباو مغامرة ميرانديس فريق الدرجة الثالثة في الدور نصف النهائي، فهزمه (2-1) في الذهاب، و بلا صعوبات تُذكر في الإياب (6-2) في الإياب.
مفاتيح الفوز
يملك برشلونة صفوفاً تبدو متكاملة لتحقيق لقبه الأوّل هذا الموسم، رغم غياب قائده كارليس بويول للإصابة والفرنسي إيريك أبيدال لإجراء عملية زرع كبد، والبرازيلي دانيل ألفيش لإجراء جراحة في الترقوة.
وسيكون الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو قلب الدفاع الأوّل بجانب جيرارد بيكيه ومن المتوقّع إشراك البرازيلي أدريانو كوريا إلى جانبهما.
وفي خط الوسط الذي يعج برجال الخبرة وعلى رأسهم بالتأكيد تشافي هيرنانديز وتوأمه في الابداع أندريس إنييستا، وخلفهما الجندي الذي بات معروفاً بعطائه اللامحدود سيرجيو بوسكيتس، متوقع في خط المقدمة أن يكون خيار غوارديولا الزجّ بالتشيلي أليكسيس سانشيز إلى جانب ميسي، وتبقى ورقة اللاعب رقم 10 غير معروفة حسب التكتيك المتّبع، فربما كانت من نصيب سيسك فابريغاس لتعزيز كثافة الوسط، وإطلاق إنييستا على أحد الطرفين، أو من نصيب أحد اللاعبين الشبان كريستيان تيو أو جون إيساك كوينكا هذا في حال لم يعطِ بيب الثقة لبيدرو رودريغيز.
أما مركز حراسة المرمى فمحجوز للحارس خوسي بينتو إذ كان لائقاً صحياً لذلك.
وعرض مدرّب الفريق 11 شريط فيديو لا يتجاوز مدة الواحد أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة؛ لتحفيز اللاعبين يوم الغد على تحقيق الفوز.
هذا وتحضّر إدارة النادي الكتالوني لاحتفال ضخم على ملعب “كامب نو” يوم السبت في حال توّج الفريق بالكأس السادسة والعشرين وستتخلّل الحفل ألعاب نارية ومفاجآت إضافة لوداع نهائي للمدرّب جوسيب غوارديولا.
وفي الطرف الآخر، يخوض بلباو المباراة بنقاط قوّته المعتادة، فهو يملك مهاجماً يُمنّي النفس بتحقيق أوّل لقب له هو فيرناندو يورينتي، الذي اعترف مؤخراً بأن فريقه قد تراجع مستواه بعض الشيء خلال المباريات الأخيرة، لكنه يثق بقدرته على استعادة الهدوء خلال اللقاء المنتظر.
ويملك مدرّب بلباو ورقة بالغة الأهمية في خط الوسط متمثّلة باللاعب الموهوب إيكر مونياين، إضافة للمتحفّز دائماً غايزكا توكيرو، وخط دفاع بقيادة الفنزويلي فيرناندو أموريبيتا. كما هناك أنباء عن تعافي أندير هيريرا من الانفلونزا ليكون جاهزاً للنزال.
ومن أهم نقاط قوّة بلباو حنكة مدرّبه الأرجنتيني بييلسا، الذي نجح بفرض التعادل على برشلونة في مباراة ذهاب الدوري (2-2) قبل أن يخسر في الإياب (0-2).
أسلوبان متشابهان
وقارب نقاد كرة القدم أسلوب لعب بلباو لمنافسه في هذه المباراة برشلونة، في كثير من الأحيان، فالفريقان ينهجان التمرير القصير السلس، والهجوم السريع والضغط العالي في ملعب المنافس.
وبات من نافلة القول إن برشلونة ينهج أسلوباً ليس من السهل إيقافه، إلا أن الخسارة في الكأس ستعني هزة قويّة جدّاً قد لا يزول أثرها المعنوي على اللاعبين والمدرّب القادم للفريق تيتو فيلانوفا في غمار مسابقات الموسم القادم.