زهير عبد القادر
مع كل تفهمي للوضع الاقتصادي الذي نعيش والصعوبات المالية التي نواجهها في هذه المرحلة…ومع كل مشاعر الحب والمودة والصداقة والقرابة…فأنني لا احبذ عادة (الدين) من الاهل والاقارب والاصدقاء…وخاصة اذا عرف الشخص الدائن من البداية انه لن يرى فلوسه ثانية …
،،،،،،،،،طوال حياتي في الغرب لم يطلب شخص مني ان اقرضه مبلغا من المال ،لأن الانسان الأوروبي يعرف ان هناك بنوك يمكنه ان يتقدم اليها بطلب قرض ويمنح بالطبع المبلغ الذي يريد من البنك بعد ان يتأكدوا من قدرته على سداد المبلغ اضافة الى تقديم ضمانات تضمن لهم ارجاع القرض فيما لو عجز المدين عن الدفع . اما هنا فظاهرة الاقتراض من الاشخاص شائعة جدا وهي للاسف ظاهرة تساعد على الخصومات والفرقة بين الاصدقاء…تخيل لوطلب منك صديق او قريب مبلغا من المال وانت لاتملك هذا المبلغ…فتعتذر له…وفورا ودون تفكير يناصبك العداء ويتحول من صديق لطيف الى عدو شرس….وفي حالة استجابتك لطلبه وأعطائه المبلغ المطلوب.فيفرح عند تلبية رغبته ولكنه سيتهرب منك وسيبتعد عنك عند اول مطالبة لك له بتسديد المبلغ…وكأنك تطلب منه شيئا ليس من حقك.
،،،،،،غريب هذا المجتمع …فالازمة المالية نشعر بها جميعا…وكل منا علية التزاماته وواجباته نحو بيته وأسرته واولاده…فمن منا لايشكو اقساط المدارس والجامعات المرتفعة…ومن منا لايشكو قلة الراتب…وتكاليف الكهرباء والماء والغاز والمواصلات والبنزين…فمعظمنا لايملك الفائض من المال حتى ينفق على الاخرين او يقرضهم المبالغ الكبيرة ولا يملك الوقت حتى يقضيه بمطالبة الاصدقاء تسديد ديونهم…
،،،،،،،،،لقد تعرضت كثيرا لهذه المشكلة…وخسرت الاصدقاء وبعض الاقارب …لأنني اعتذر دائما عن الدين…فمن لديه الامكانية للسداد فهناك البنوك مفتوحة طوال النهار،اما ان اصبح ضحية نصب في وطني فلن اقبل لنفسي ذلك حتى لو خسرت عددا اكبر ممن نسميهم اصدقاء .
،،،،،،اتمنى على هؤلاء الاذكياء والذين يبحثون عن ضحية للحصول منها على (دين ميت) ان يتقوا الله بأنفسهم…وان يتركوا اصدقائهم واقاربهم من عمليات نصبهم المبطن باسم (الدين) حتى نحافظ على صداقتنا وعلى كرامتنا وعلى شخصيتنا ونعتمد على انفسنا لكسب رزقنا ورزق اسرنا…فاتركوا هذه العادة السيئة…عادة الدين …فهي والله (عادة مش حلوة )…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com