وصل المخترع والعالم الاردني الدكتور ماهر المناصرة الى اختراع مادة اسمنتية جديدة بمواصفات عالمية عالية الجودة ، تُعدّ ثورة في عالم البناء والانشاءات،وتقلب المفاهيم المعروفة حاليا والمتعلقة بنظريات صناعة الاسمنت ومعادلاته.
وتكمن اهمية مادة الاسمنت الجديدة في انها تمتاز بخواص زخرفية وديناميكية عالية ورخيصة الثمن ، ويمكن اضافة الالوان اليها اثناء خلطها معا، الامر الذي يغني عن استخدام الدهان في طلاء الجدران، كما انها مقاومة للأملاح ،وتصلح لبناء الانشاءات التي تعود للاستثمارات الواقعة على شواطئ البحار فتزيد من عمرها الافتراضي. وفي هذا السياق ، منحت المؤسسة التوثيقية الوطنية الدكتور المناصرة، شهادة لقب العالم ودرع العطاء والإبداع، تكريما له على هذا الاختراع الذي اطلق عليه اسم “اسمنت البحر” وسجله كبراءة اختراع في الأردن ولبنان وروسيا.
وبين المناصرة في لقاء مع إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان اختراعه يقلب المفاهيم الخاصة بنظريات الاسمنت ومعادلاته، وتركيباته ومحتوياته الكيميائية والتكوين الذري لعناصر المواد الداخلة في التفاعل الناتجة عنه.
وأضاف إن الإسمنت المستخدم حالياً يحتاج إلى طاقة عالية للحصول عليه وذلك بحرق المواد الأولية المكونة له (أربع مواد ) لدرجة حرارة مرتفعة تصل لـ (1450 درجة مئوية) كما أن العملية الإنتاجية للحصول على إسمنت زخرفي (أبيض ومتعدد الألوان) هي عملية كيميائية معقدة تؤدي في المحصلة إلى زيادة في التكلفة النهائية لمثل هذه الأنواع من الإسمنت ناهيك عن أن استخدامها يكون محدودا بسبب الخواص الديناميكية الضعيفة.
واكد المناصرة ان اختراعه للاسمنت الجديد استخدم فيه مواد أولية تختلف في تركيبها تماماً عن تلك المستخدمة في تصنيع الأنواع المعروفة والمصنعة من الإسمنت مبينا انه يمتاز في نفس الوقت بخواص زخرفية وديناميكية عالية رخيصة الثمن.
وقال ان الاسمنت المكتشف يتم تصنيعه دون اللجوء إلى أي عمليات كيميائية معقدة ومن مواد متوفرة بكثرة في الطبيعة، ليتم خلط هذا النوع من الاسمنت بمياه البحر.
واشار المناصرة الى ان إسمنت البحر هو المادة الناتجة من طحن وتنعيم مادة أولية واحدة منتشرة انتشاراً واسعاً وبعد حرقها يضاف إليها مياه البحار (أو أي مياه مالحة أو طبيعية بعد معالجتها بطريقة بسيطة) ليكون الناتج مادة شديدة الصلابة ذات لون أبيض وبمواصفات عالية الجودة.
ولفت الى أنه ولأول مرة في التاريخ تم الحصول على اسمنت ملون يستطيع المواطن وفي الظروف المنزلية بإضافة أي نوع من الصبغات أو الألوان المتوفرة رخيصة الثمن أثناء عملية الخلط ليكتسي الجدار باللون المطلوب بعد تصلب المادة الإسمنتية وفك “الطوبار” سيجد المواطن بأن الجدار ملوّن وبدون عمليات كيميائية معقدة وفي هذا توفير كبير في المال والوقت والجهد على المواطن.
ولفت المناصره الى أن عملية التطوير لم تقتصر فقط على الاسمنت وحده بل تم إحداث ثورة أيضاً في مفهوم الباطون (الخرسانة) فلقد تم استخدام الرمال الشاطئية المالحة كمواد مالئة، كما تم استخدام العديد من المواد المالئة والمختلفة (كالزجاج المكسور، البوليسترين نشارة الخشب، قصائص الورق والكرتون، القماش، المحارم الورقية، الردم، كسر البلاستيك).
وقال أن الأنواع المستخدمة حالياً والمعروفة من الإسمنت لا تتقبل إلا الرمل والحصمة (المغسولة جيداً) فقط هذا ما يساعد في عملية تقليل التكلفة الإجمالية للمنشأ من جهة وحماية البيئة من تلك المخلفات من جهة أخرى.
واعرب المناصرة عن امله بأن يحمل الاختراع الجديد الذي اسماه اسمنت “البحر الميت”، اسم الأردن إلى مكان رفيع ليتم استخدامه في البر والبحر معاً.
وتشير دراسات الأبحاث التي اجراها المناصرة باستخدام أنواع مختلفة من مياه البحار ( البحر الأحمر، البحر الأبيض المتوسط، الخليج العربي) والتي لم يقتصر استخدام المياه المالحة فحسب بل تم استخدام المياه العذبة وذلك بعد معالجتها بطرق بسيطة، ولكن التجارب الأقوى جاءت باستخدام المياه الأكثر تركيزا في ملوحتها بالعالم مياه البحر الميت.
ويقول ان دراساته خرجت بنتائج متميزة في مجال الاستثمار الذي يواجه مشكلة استخدام الأنواع المعروفة من الإسمنت قرب الشواطئ التي تتأثر بالأملاح وهذا بدوره ينعكس على عمر وديمومة تلك المنشآت كما يجمع المتخصصون على صعوبة تطوير منطقة وادي الأردن بسبب ملوحة البحر الميت وهنا جاء الحل لإنهاء تلك المشاكل من خلال هذا الاسمنت الذي يمثل ثورة في عالم البناء.