الاصلاح نيوز- حفلت قصائد الشعر العربي بذكر الطيور ،واستخدم الشعراء ،الطير أسلوبًا رمزيًا في صياغة شعرية حافلة بخيال واسع وصور مبتكرة متنوعة ، كما ذكرها القران الكريم في مواضع عدة ومنها في سورة الواقعة، (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ{20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ{21} (صدق الله العظيم)، ولم يأت اي نص شرعي على تحريم بيعها أو اقتنائها ، غير ان العرب في الجاهلية كانوا يستخدمون “التطير” عند سفرهم ،فيرمي احدهم بحجر على طير ما ، فاذا طار الى جهة اليمين واصل سفره، واذا طار الى جهة اليسار تشاءم وعدل عن السفر.
اما الاردنيون فتربطهم علاقة خاصة مع الطيور ويتفاءلون بها وبتربيتها ، لذلك تشهد اسواق بيع العصافير في المملكة اقبالا كبيرا ،ويرتادها مربو هذا النوع من الكائنات التي تتعدد استعمالاتها بغرض التسلية والترفيه والاستمتاع في مناظرها الجميلة وبموسيقاها العذبة حيث يتصدر الكناري والبلبل بيوت الاردنيين.
ويوجد في العاصمة عمان حديقة خاصة بالطيور اضافة الى انتشار تربية واسواق الطيور التجارية داخل مدينة عمان والمدن الاردنية الاخرى، وتجد فيها كل الأنواع التي يتم استيرادها من مختلف دول العام ،كما تجد طعامها والفيتامين الذي يقيها من الأمراض وأنواعا شتى من الأقفاص والإكسسوار الخاصة بها ، بعضها من السوق المحلية والبعض الآخر مستورد من اوروبا واميركا واستراليا.
ويعود تاريخ بعض اسواق بيع الطيور في الاردن الى اكثر من نصف قرن، كون تربية طيور الزينة وفي مقدمتها الكناري وطيور الجنة ، والحب ، والببغاء اصبحت تستهوي الكثيرين من ابناء العاصمة والمحافظات، حتى صار بعضهم مدمنا على تربيتها ولا يستطيع مفارقتها.
وتحقق تجارة بيع العصافير ارباحا كبيرة ، حيث اتجه العديد من الاردنيين لاحتراف بيعها ليصبح مهنة لهم بسجل تجاري رسمي ، كمحل الزفيري في وسط البلد لصاحبه احمد عامر الزفيري “ابو فراس ” الذي يعمل بمهذه المهنة منذ الخمسينيات من القرن الماضي.
ويقبل معظم هواة العصافير في الاردن على طائر الكناري وهو الأكثر شهرة وانتشارا في الاسواق الاردنية ويقدر المختصون عدد العائلات التي تملك عصفورا منه على الأقل بأكثر من مئة الف عائلة اردنية أغلبها في المدن.
ويفضل عدد كبير من الاردنيين من مختلف الأعمار ومن الجنسين هذا الطائر لتغريده الفريد ولقدرته على التكاثر داخل الأقفاص وتناسله مع طيور أخرى في مقدمتها طيور الحب لذا تجده في الشوارع والطرقات المؤدية الى الاسواق العامة لدى اصحاب المحلات التجارية والمكاتب .
ويقول الزفيري اشهر تاجر طيور وسط العاصمة عمان انه يقوم بشراء الطيور حسب الطلب واقبال الزبائن ، فمنهم من يفضل طيور الببغاء بشكل كبير لكن بسبب ارتفاع اسعارها في السوق تقتصر على الفئات الاجتماعية الغنية.
ويوضح بانه اضافة الى بيع الطيور فانه يبيع ادوات الموسيقى التراثية خاصة ” العود ” اضافة الى الدربكة والطبول وغيرها والتي تشكل مصدر دخل جيد مع بيع الطيور والاسماك .
ويتميز الكنار بأشكاله الجميلة وبألوانه الزاهية المنتشرة بطريقة بديعة على كامل ريشه ويعتبر من افضل الطيور المغردة وهو طائر جميل أنيق حسن الصوت مستأنس، يحب الصحبة ويكره الوحدة، ويتكاثر داخل أقفاص.
ويرجع مربي الطيور فراس الزفيري سبب تسمية طائر الكناري لان موطنه الأصلي هو جزر الكناري ، حيث قام الهواة بتهجينه والعمل على تكاثره ويعتبر من طيور الزينة الجميلة والجذابة المغرّدة ويعيش الطائر (5 _6) سنوات.
كما تشهد اسواق الجمعة في العاصمة عمان وبعض المدن الاردنية اقبالا على بيع الطيور بأشكالها المختلفة .
ويكشف مربي الكناري ازهر حامد عن عشقه الشديد وحبه الكبير للطيور التي اصبحت من افضل هواياته خاصة الكناري وطيور الجنة حيث يخصص غرفة خاصة مجهزة بالأقفاص التي تم تصميمها وصناعتها محليا تتكاثر فيها طيور الكناري والتي يبيع بعضها في اسواق الطيور .
وتقول احلام محمد بانها تربي في منزلها طيور الكناري وتضع اقفاصها في غرفة المطبخ حيث تقوم الاصوات الموسيقية المنبعثة من هذه الطيور بادخال البهجة والسعادة اضافة الى انها تسليها وتجعل من المطبخ جنتها المفضلة.
ويقول الهاوي مجد العايد انه عندما يخلو بطيور الكناري في غرفته يشعر براحة نفسية كبيرة وبسعادة خاصة عندما تعزف بألحانها المختلفة ، حيث انها تساعده على الهدوء والاسترخاء .
ويقول اخصائي علم النفس الدكتور مصطفى الحنبلي بانه خلال تربية الطيور تنشأ علاقة خاصة ما بين الانسان وهذه الطيور وتشعر الطيور اولا بالألفة عندما ترى اصحابها فتبدأ بمغازلتهم بحركاتها واصواتها مما يشكل علاقة تدخل في الجانب السيكلوجي للطرفين ويشعر الانسان براحة نفسية عند لقائه بها تساوي احد افراد اسرته .
ويضيف بان المربي يشعر بتفريغ جزء من اعبائه النفسية وتنتابه سعادة في تعامله مع الطيور خاصة وانها تمتاز بأصوات جميلة واشكال في غاية الجمال والروعة لذا يشعر مربي الطيور بالسعادة والراحة النفسية.
وقال استاذ الشريعة في الجامعة الاسلامية الدولية الدكتور احمد الحلايبة ان بيع طيور الزينة – مثل الببغاوات والطيور الملونة والبلابل – لأجل صوتها جائز ؛ لأن النظر إليها وسماع أصواتها غرض مباح ، ولم يأت نص من الشرع على تحريم بيعها أو اقتنائها ، بل جاء ما يفيد جواز حبسها إذا قام بإطعامها وسقيها وعمل ما يلزمها. (بترا)