الصفقة التي نفذها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي واسفرت عن انضمام رئيس المعارضة الاسرائيلية الجنرال شاؤول موفاز رئيس حزب كاديما المعارض وكذلك رئيس حزب اسرائيل بيتنا ليبرمان لحكومته فاجأت الاوساط السياسية والاعلامية في الوقت الذي كانت فيه الكنيست الإسرائيلية تمارس دورها الإجرائي للتصديق على مشروع قانون لحل نفسها وبموازاة خطاب تمهيدي للسير نحو انتخابات مبكرة، هذه الصفقة فرضت معادلات جديدة على الحكومة الاسرائيلية من ضمنها فتح المجال واسعا للمناورة في مواجهة القضايا الخلافية بين الحكومة والمعارضة والتحديات الداخلية والخارجية الماثلة أمام حكومة نتنياهو، التي باتت تتمتع بقاعدة برلمانية عريضة تصل إلى 94 عضواً ضمنت بقاء نتنياهو في منصبه حتى تشرين الثاني من عام 2013م
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار هو لماذا اقدم نتنياهو على هذه الخطوة…..؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات…؟ وماذا يخبىء نتنياهو وراء هذه الصفقة….؟ وللاجابة على مثل هذه التساؤلات لا بد من العودة الى تصريحات رئيس الشاباك السابق ديسكين ورئيس الموساد السابق داغان ورئيس الوزراء الاسبق ايهود اولمرت ورئيس الاركان السابق اشكنازي حول قيادة باراك ونتنياهو وقدرتهما على مواجهة التحدي الايراني والمخاطر التي تواجه اسرائيل تلك التصريحات التي اعتبرت (قاتلة) ووضعت نتنياهو وحكومته على المحك حيث تزامن ذلك مع شعور نتنياهو( بخيانة) التحالف الغربي لمشروعه في مهاجمة البرنامج النووي الايراني في ظل الغزل المعلن والخفي بين طهران وواشنطن في الاونة الاخيرة.
وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن مصادر اسرائيلية قريبة من رئاسة الحكومة ترجيحها بأن يكون موعد الهجوم الاسرائيلي على المشروع النووي الايراني اقترب مع اقتراب تشكيل الحكومة الائتلافية الاسرائيلية خاصة وان موفاز وكذلك ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي يؤيدان السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي في ما يتعلق بإيران وبكيفية منعها من الوصول إلى القنبلة النووية كما انهما يؤيدان سياسة نتنياهو التي يجب إتباعها لوقف البرنامج النووي الإيراني، وأيضًا في ما يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية لإيران مع العلم ان موفاز كان صرح في الماضي أنه يعارض مهاجمة إيران طالما أنها ليست على عتبة صنع قنبلة نووية، وأن الخيار العسكري ينبغي أن يكون الخيار الأخير وحذر من تصريحات نتنياهو وباراك حول هذه القضية،وفيما يتعلق بقطاع غزة وعملية السلام وعلى الرغم من ان الاتفاق تناول الالتزام بإعادة إطلاق العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية فيبدو ان التحالف الجديد يدعو الى تصعيد العمليات والحرب على غزة والعمل على قطع الصلة فيما يتعلق بعملية السلام والتسوية والمفاوضات.
صحيح ان هذا التحالف سيعزز مكانة نتنياهو ويمنحه نفوذا اكبر وهامشا اوسع للتصرف فيما يتعلق بالملف النووي الايراني كما يعطيه قوة دفع كبيرة باتجاه تحريك عملية السلام ودفعها الى الامام وان كان ذلك يعتمد على استعداد الادارة الامريكية الجديدة التي ستتسلم السلطة في اوائل العام المقبل على إحياء العملية التفاوضية الا ان ائتلافا اسرائيليا جديدا يضم متطرفي اسرائيل نتنياهو – موفاز- باراك-ليبرمان لا ارى انه ائتلاف سلام وانما تحالف حرب اسرائيلي جديد موجه ضد ايران ومن يقف الى جانبها في المنطقة وخاصة غزة وجنوب لبنان..
