إحياء للذكرى 64 للنكبة وتضامناً مع أسرى الحرية في السجون الصهيونية، أقام حزب الوحدة الشعبية الأربعاء مهرجاناً بعنوان “النكبة والأسرى”، تحدث فيه كل من الأستاذ محمد البشير، عضو الحملة الوطنية للدفاع عن الخبز والديمقراطية، والرفيق كايد الغول، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والدكتور سعيد ذياب، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية.
وفي كلمته التي ألقاها باسم الشخصيات الوطنية، قال الأستاذ محمد البشير: “مضت أربعة وستون عاماً وشعبنا العربي الفلسطيني مازال يحمل بندقيته وقلمه ويزرع أرضه ويقارع آلة الحرب الصهيونية بكل عناد وصمود وشموخ، ويضرب مثالاً كشعب صامد رغم هول المعركة، وصابر رغم تقاعس وتقصير وتآمر أنظمة الحكم العربية، التي لم تقصر فقط، بل تآمرت أحياناً وحالت دائماً دون أن تشارك أمتنا في معركتها المصيرية نحو الاستقلال والوحدة”.
وأضاف: “لقد ولى زمن التسلط وإدارة الظهر، وأتى زمن الاستحقاق الذي يتوجب على حكام أمتنا وطبقته السياسية أن يعوه جيداً، فالشعب أصبح في الميدان، واعتباره مصدراً للسلطات ليس منحة ولا مكرمة، بل إنها الحقيقة التي تدق ساعتها اليوم، والتي تستوجب من قوى أمتنا أن تعي أن تحقيق سلطتها دون خسائر كبيرة مرهون بخطواتها نحو الوحدة”.
ومن جانبه أكد كايد الغول في كلمته التي ألقاها عبر الهاتف أن إحياء ذكرى النكبة ليس مجرد مسألة شكلية، بل هو تعبير واضح عن رفض نتائج هذه النكبة، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يعيد في ذكرى النكبة التأكيد على حقه التاريخي في فلسطين، متمسكاً بحقه في العودة وفق القرار 194، والذي تجري للأسف محاولات تمييعه بصيغ أخرى تدعو إلى حل توافقي، رغم أن هذا القرار يشكل سلاحاً بيدنا، وقيداً على دولة الاحتلال التي كان اعترافها بهذا القرار شرطاً للاعتراف بها في الأمم المتحدة”.
وطالب الغول بالتمسك في هذا القرار والطعن بعضوية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، مشدداً في ذات السياق على ضرورة “أن نقف بمسؤولية ونعيد قراءة تجربتنا وسياساتنا التي لم تصل حتى اللحظة إلى هزيمة العدو وتحقيق الحرية لشعبنا”.
ودعا إلى التأكيد على ثوابت الشعب وحقوقه وكافة خياراته في مقاومة الاحتلال، وقال: “لا يعقل أن تكون المفاوضات، التي شكلت غطاء لدولة الاحتلال، هي خيار الشعب الفلسطيني”، مشدداً على ضرورة وقف نهج المفاوضات والعودة إلى برنامج القواسم المشتركة لدحر الاحتلال.
وأكد الغول أن الشعب الفلسطيني لم يسلم بنتائج النكبة أو أية مفاوضات تنتقص من حقه التاريخي في فلسطين، أو حقه بالعودة إلى دياره.
كما دعا الغول إلى إنهاء الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية، والذي “يتمسك به البعض لاعتبارات فئوية”، مطالباً طرفيّ الانقسام بالالتزام باتفاقات القاهرة.
أما الدكتور سعيد ذياب، فأشار في كلمته إلى أن إحياء ذكرى النكبة يأتي للتأكيد على التمسك بالعودة وعروبة الأرض، ورفض جريمة العصر التي لا شبيه لها في التاريخ، باعتبارها غزواً استيطانياً احلالياً اجلائياً.
ونوه إلى أن المشروع الصهيوني استهدف الشعب الفلسطيني في وجوده كشعب، وفي أرضه وتاريخه وانتمائه لأمته، حيث استند هذا العدو إلى أساطيره التوراتية لمواجهة حقائق الشعب الفلسطيني، بل إنه أسس وجوده على هذه الأساطير.
وقال الأمين العام: “إن مفاعيل النكبة لاتزال قائمة في حاضرنا، وتلقي بثقلها على الأمة العربية بأكملها وعلى مشروعها النهضوي”.
وأضاف: “لقد لاحقت الحركة الصهيونية الشعب الفلسطيني ليس فقط في الصراع معه على أرضه، بل بإنكار وجوده ومحاولة إلغاء هويته وكيانيته”.
وتابع: “تأتي الذكرى الرابعة والستون للنكبة بعد انتهاء أوسلو، والانهماك في مفاوضات عبثية فاشلة قرابة عقدين من الزمن، خسر خلالها الفلسطينيون الشيء الكثير، حيث قادت سياسة التفاوض إلى ما يشبه القطيعة بين الفلسطينيين والشعوب العربية، وعاشت الحالة الفلسطينية حالة انتظارية رهاناً على ما عرف باستحقاق أيلول، ليخلص الجميع، شعباً وحركة وطنية، ويجدوا أنفسهم أمام سؤال تاريخي.. ماذا بعد ؟!”.