بقلم : زهير عبدالقادر - ،شعرت بالصدمة…شعرت بالحزن…بكى القلب قبل العيون…واغمضت عيوني التي أغرورقت بالدموع…وبقي صراخ الاطفال المعوقين يدوي في اذني والقلب يعتصر ألما وحزنا على اطفالنا الابرياء…نعم شاهدت التحقيق الأستقصائي المصور والذي بث من قناة ال بي بي سي العربية…وصدمت كما صدم الملايين من ابناء وطني عندما شاهدت وسمعت اطفالنا الابرياء من ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون لأعتداءات جسدية ولفظية بل اقولها اكثر وضوحا وواقعية وبكل الم وحسرة وغضب يتعرضون لتعذيب جسدي ولفظي ولمعاملة لا انسانية…هؤلاء الابرياء هم فلذات اكبادنا…هم اطفالنا…هم جزء منا…وعندما نضعهم لسبب من الاسباب في دار رعاية فنحن نكون قد وضعنا كل ثقتنا في المشرفات والمشرفين على هذه المؤسسات الاجتماعية الانسانية…وننتظر ان يكون هؤلاء اكفاء واصحاب علم وخبرة في علوم النفس والاجتماع وعلى دراية كافية في اسلوب التعامل مع هذه الفئة من ابناء المجتمع …
كلنا نعرف ان من أهم شروط العمل في مثل هذه المؤسسات الاجتماعية هو الخبرة في مجال التربية وعلم النفس والاجتماع والتمريض…ولكن ما شاهدناه في التحقيق يشير الى ان بعض المشرفات على هذه المؤسسات هم ابعد ما يكون عن المهنية والاحساس والمشاعر الانسانية…فضرب الطفل المعوق والصراخ في وجهه وربطه وحيدا بكرسي وشده من شعره وحرمانه من الاكل والشرب وضربه ضربا مبرحا لا يدل ابدا على خبرة او اي شعور او احساس بالمسؤولية نحو هذه البراعم البريئة من اطفالنا من ذوي الحاجات الخاصة …
لا اعتقد ان واحدة من المشرفات في دور الرعاية هذه تقبل ان يعامل طفلها الصغير او اخيها البريء المعوق بمثل هذه المعاملة…وصراخهن وضربهن واعتداءاتهن وشتمهن هذه الفئة البريئة من الاطفال المعاقين يدل على انهن انفسهن معوقات (مع الاعتذار) لكل من يعمل بهذه المهنة الانسانية …
والان ونحن نقدم جزيل الشكر والامتنان للزميلة الصحفية حنان خندقجي على هذا العمل الصحفي المميز نتمنى على لجنة التحقيق التي شكلت للتحقيق في هذه الأعتداءات الجسدية والنفسية على اطفالنا ان تلتزم الدقة والامانة وتحكم ضميرها وتحول المسؤول عن ذلك الى القضاء لينال عقابه وحتى نتجنب حدوث مثل ذلك في دور رعاية الاطفال المعوقين في المستقبل…
مزيدا من المسؤولية…مزيدا من العطف والحنان…ومزيدا من العطاء والمحبة …ولنعامل هؤلاء المعاقين كما نحب ان نعامل نحن…فهم والله نفسا وجسدا ولا يقلوا عنا حساسية ومشاعر…فمعذرة…ايها البراعم البريئة…وتحية لأصحاب الضمائر الحية في وطني …صباح الخير.