المحامي خضر ارشيدات
كتب: المحامي خضر ارشيدات/
ازداد القلق في الآونة الاخيرة و اصبح الشعور بالخطر هو الأعم بين المواطنين, و كأنهم استفاقوا من حلم كانوا يعتقدون بأن نهايته سعيدة نتيجة للوعود المتلاحقة بالإصلاح الشامل و محاربة الفساد دون هوادة.
للأسف, فمن الؤكد بأن الوضع الآن قد اصاب المواطن بالإحباط بعد ان تأكد بأنه قد عاد الى ما قبل المربع الأول (و كأنك يا أبو زيد ما غزيت), بل و أكثر من ذلك فقد اصبحت جميع الأوراق مكشوفة له و بات يعلم ما هو قادم ليس من باب التنجيم (فأم أحمد الفتاحة قد ماتت) إذ ان المسألة ليست بحاجة الى الكثير من التحليل و الذكاء الخارق الذي بات حكراً على المستشارين الذين يعتقدون بأنهم يخططون بذكاء غير مكشوف, لأان ما يحصل هو تكرار ممل لما حصل سابقاً و يحصل عادة, و لا يوجد اي تجديد او ابداع حتى نقول بأنها حركة ذكية.
بكل بساطة, فإن دور هذه الحكومة المرحلية او المؤقتة و بغض النظر عن الوصف, هو الانتهاء من بعض القوانين و اهمها قانون الإنتخاب يليه قانون الأحزاب. و رغم ان رئيس الحكومة قد صرح بأنه لن يسحب مشروع قانون الإنتخاب المرفوض من جميع اطياف الشعب فإن هذه المسألة تهون امام ما سيأتي كون مجلس النواب له الحق برد هذا المشروع (المسخ) او تعديله, فالكرة الآن في ملعبهم و هم من سيتحمل المسؤولية التاريخية امام الشعب.
اما الآتي و هو الأعظم فهو رفع اسعار بعض السلع التي ترتبط بحياة المواطن بشكل مباشر, و منها الكهرباء و البنزين!
و اروع ما في موضوع رفع اسعار البنزين هو التبرير و التفسير الذي صاحب التصريح عن هذه النية, و هو بأن اسعار الغاز و الكاز و الديزل المرتبطة بحياة المواطن محدود الدخل لن يتم رفعها؟!
اذا فإن منطق هذا التفسير بأن من يملك سيارة تسير على البنزين (حتى و لو كان 95 اوكتان) لا يعتبر فقير و لا محدود الدخل!
انا مع هذا المنطق اذا كانت الحكومة تعتقد بأن جميع السيارات الموجودة لدى المواطنين من احدث الموديلات و الماركات العالمية؟!
ولكن ماذا بالنسبة للمواطن الذي يستعمل المواصلات العامة للذهاب من و الى عمله و بجميع تحركاته؟ الن ترتفع اجور هذه المواصلات؟ و هل تعلم الحكومة بأن اكثر المواطنين يحسبونها بالقرش كونهم من اصحاب الدخل المتدني بسبب ضيق ذات اليد و الغلاء الفاحش لجميع السلع و الخدمات دون استثناء.
لا اعتقد, بل اجزم, بأن الوقت غير مناسب لرفع الأسعار و يكفي هذا المواطن (الغلبان) ما تلقى من ضرب على رأسه افقده توازنه فقد اغلقت جميع الابواب بوجهه و الله وحده يعلم ماذا سيحصل عندما يفقد كل معنى للحياة.
و كما قالت الخالة ام اسماعيل: (يا رايحين يكفيكوا شر الجايين).