الاصلاح نيوز/
،استطاع معرض الملصق السياسي “حيطان” للفنان حافظ عمر تجسيد القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، والتعبير عن حق العودة الحقيقي لكامل ترابها، كما يدعم جزء كبير من الملصقات المعروضة المقاومة الفلسطينية كوسيلة للعودة والتحرير.
المعرض الذي انطلق في مسرح البلد الجمعة الماضي بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لاغتصاب فلسطين، يعكس الانتفاضة والتراث الفلسطيني، فضلا عن توجه الفنان حافظ عمر السياسي ومواقفه الوطنية التي دفعته إلى إبراز حالات إنسانية غير مباشرة ترسخت في وجدانه، وأخذت تظهر بأشكال مختلفة.
وبين عمر أن الملصقات تحكي التاريخ الفلسطيني عبر رموز فلسطينية كان لها دور بارز في القضية مثل غسان كنفاني وأبو علي مصطفى وجورج حبش وأبو ماهر اليماني وناجي العلي.
كما ضم المعرض الذي يتواصل حتى مساء بعد غد الخميس ملصقات تدعم حراكا معينا مثل؛ قضية الأسرى حاليا في السجون الفلسطينية، من خلال مواضيع ومجالات متعددة.
وذهب عمر، إلى أن الملصقات عبرت عن القضية الفلسطينية بطريقة سلسلة ورمزية، منوها إلى أن الرمزية لها وقعها الخاص على وجدان المتلقي، وبخاصة إذا كانت منسجمة من حيث الفكرة واللون.
وقال “الفنان الفلسطيني مفكر أكثر منه فنانا، فما يجب أن يعرفه العالم، هو أن هذا الشعب ينبض بالحياة بمختلف جوانبها الإنسانية والسياسية، ولديه تراث قديم يتجدد مع الزمان رغم كل المآسي التي تمر عليه”.
ويستمد عمر مواضيعه من الشارع والأحداث والأنشطة، فالبوسترات تدعم القضية الفلسطينية، كما يحفل المعرض بملصقات عن مسيرة الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، التي يمكن استخدامها في الكثير من الأماكن.
ويردف “وساهم في انتشار هذه الملصقات المواقع الإلكترونية مثل الفيس بوك، كونها تلامس هموم الناس وتسلط الضوء عليها”.
ويؤكد عمر أنه ابن القضية الفلسطينة، وأنه لا يوجد لديه طموح فني، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الملصق جزء من شخصيته، ويحمل قضية شعب كامل، والبطل في هذه الأحداث المقاومة والشعب.
وقال “نحن والأردنيون والعرب أصحاب القضية الفلسطينية، ونحيي ذكرى اغتصابها للتأكيد على حق العودة للفلسطينيين بكامل ترابها”.
وجمع عمر بانسجام تام الرسم اليدوي والمعالجة على الكمبيوتر والتصوير الفوتغرافي بفكرة واحدة داخل الملصق السياسي من الشارع والحركات السياسية.
“التراب، المفاتيح، البندقية، صور عناصر متعددة، القفل، القلم، الخيمة، العلم وغيرها” رموز وعناصر واضحة تتجلى في ملصقات عمر السياسية.
ومن الملصقات التي عبر بها عمر عن قضية الإضراب في السجون؛ ملصق الشيخ خضر عدنان في فلسطين، فجسد ثاني يوم لاعتقاله وامتناعه عن الطعام والكلام، من خلال استبدال الفم بالقفل برمزية للأسر والإضراب كتب عليها “صوت الصمت عالي”.
إلى جانب بوستر يجسد التظاهرات في مصر، واستشهاد شيخ الأزهر عماد عفت، وحمل هذا البوستر العديد من المتظاهرين في ميدان التحرير.
وضم المعرض ملصق المنتصرين بصور لسبع أسرى امتنعوا عن الطعام والشراب لستين يوما وما يزالون، وهم “بلال الذياب، ثائر الملالحة، عمر أبو شلال، حسن الصفدي، جعفر عزالدين، محمد سرسك، ومحمد تاج”.
واضراب هؤلاء الأسرى دعما وتضامنا بسبب اعتقال هناء شلبي الأسيرة المحررة، التي تم إعادة أسرها بعد خروجها من المعتقل، وتم الإضراب احتجاجا على اعتقالهم الإداري القابل للتجديد دون تهم واضحة.
واشتمل المعرض بوستر “الحرية للعمال الأسرى” بمناسبة عيد العمال، حيث أن
70 % من الأسرى الفلسطينيين في السجون الأسرائيلية من العمال.
وضم المعرض أيضا بوستر “سلام عليكم”، تناول موضوع اعتقال شقيق عمر في السجن، وحدد رقم غرفته والقسم الذي يقيم به، بالتعبير عنها بالحجز واليد المأسورة.
وتعددت المواضيع في المعرض، فهناك بوستر للأمين العام أحمد سعدات، وبوستر للشهيد ناجي العلي كتب عليه (نعم لكاتم الصوت) (مع الاعتذار للشهيد ناجي العلي).
وأراد بها الفنان التعبير عن الرد على اغتيال أحد الرموز الفلسطينية بكاتم الصوت، عند اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي في قلب القدس ردا على مقتل أبو علي مصطفى بنفس الأداة (كاتم الصوت).
ويستذكر المتلقي حين وقوفه أمام بوستر “مقتل ريتش كوري اليهودية الأميركية”، التي حاولت منع الجرافة الإسرائيلية من هدم المنازل الفلسطينية في غزة، وقامت الجرافة بسحقها.
وتم التقاط لحظة معبرة للشاعر الكبير محمود درويش في ذكرى رحيله، فاستخدم صورته كمقطع وكلماته (أحبك أكثر) ووجه له رسالة تحية وتقدير (نحبك أكثر).
كما احتضن المعرض أيضا مقتطفات من روايات غسان كنفاني ومقاطع مأخوذة عنها، وعبر عنها بمحاكاة بصرية للكلمات التي يحارب بها العدو.
واشتمل المعرض على بوستر للشهيد خليل الوزير في الانتفاضة الأولى بمقولته الشهيرة (لا صوت يعلو على صوت الانتفاضة)، وبوسترات ليوم الأرض والثورة البحرينية، وبوستر صباح الخير يا مصر.
ويعد التشكيلي حافظ عمر من الأسماء المهمة على الساحة الفنية الفلسطينية، وناشطا في الحراك الشبابي الفلسطيني من خلال الملصقات السياسية، وتخرج من جامعة النجاح الوطنية وعمل في تصميم المطبوعات في إحدى الشركات.
بدأت موهبة عمر واهتمامه بالرسم منذ الطفولة، وتطورت معه شيئا فشيئا، ويعمل حاليا في تصميم الملصقات السياسية الفلسطينية والعربية.
ويسعى عمر للبحث عن هويته الفنية في الرسم والتصوير، لكنه وجد أنه يتجه للملصقات السياسية، فهي تعبر أكثر عن هويته الإنسانية والوطنية.
أما أعمال عمر بشكل عام، فتحمل القيم الإنسانية والهموم العربية، وقد يرى المشاهد في هذه الأعمال تجسيدا للرموز الفلسطينية المباشرة، وفكرة الملصقات أسرع طريقة للتعبير عن الحدث، فهي تهتم بالفكرة أكثر من جمالية وشروط اللوحة.
(الغد)