أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

تغييب عن سابق قصد وتصميم

تكاد فلسطين المنكوبة دائماً تغيب تماماً عن جدول الاهتمام العربي والدولي، وإذا حضرت، فخارج هذا الجدول المزدحم بكل شيء إلا بمأساتها المزمنة، وفي شكل صرخ



15-05-2012 11:30 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
تكاد فلسطين المنكوبة دائماً تغيب تماماً عن جدول الاهتمام العربي والدولي، وإذا حضرت، فخارج هذا الجدول المزدحم بكل شيء إلا بمأساتها المزمنة، وفي شكل صرخة فلسطينية مُرة تصدر عن شهيد أو أسير أو ثكلى أو مشرد أو محاصر.. الى آخر ما يُكابده الفلسطينيون من معاناة يومية لا مثيل لقسوتها ولا نهاية لها.

وحتى هذه الصرخة تكاد تضيع في وادٍ سحيق لولا بعض الضمائر الحية هنا وهناك التي تُحاول بما أمكنها من وسائل متواضعة تسليط الضوء على العذاب الفلسطيني الذي تُنكر عليه العنصرية الصهيونية والغربية عموماً أن يكون عذاباً إنسانياً يستوجب التضامن الإنساني قبل الدولي معه.

فماذا حدث لفلسطين حتى نسيها القريب قبل البعيد، ولماذا أصبحت القضية التي كانت ذات يوم قضية العرب المركزية ومحرك نضالهم الوحدوي والتحرري مجرد نزاع عقاري بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية يختص بالنظر فيه قضاة أمريكيون وأوروبيون متصهينون…؟

لابد من التذكير بأن إنشاء كيان العدو الصهيوني قد ارتبط تاريخياً واستراتيجياً بالتجزئة الاستعمارية، وأن الغاية منه كانت قطع التواصل الجغرافي العربي ومنع تحقيق الأهداف والمصالح العربية الكبرى وفي مقدمتها الاستقلال والوحدة. أي أنه كان كياناً وظيفياً أوجدته قوى الاستعمار بريطانيا وفرنسا وأمريكا لاحقاً ووفرت له كل وسائل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لمنع العرب، بقوة العدوان والتوسع، من كسر طوق الهيمنة الغربية عليهم، وتحقيق أهدافهم الوطنية والقومية الطموحة. ولذلك رأى العرب في فلسطين قضيتهم، وفي الكيان الصهيوني الذي احتلها عدوهم القومي الذي يُهدد وجودهم ومصالحهم، واعتبروا أن مواجهته هي دفاع عن أوطانهم، وليست فقط انتصاراً ودعماً لأشقائهم الفلسطينيين المظلومين. فلما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تطويع النظام الرسمي العربي وجرّه الى الاعتراف بالعدو الإسرائيلي والتصالح معه، ولاسيما من خلال اتفاقية كامب ديفيد التي أحدثت الانهيار العربي الأكبر ومهدت لاتفاقيات الصلح العربية اللاحقة مع العدو، أخذت القضية الفلسطينية تفقد بالتدريج هويتها العربية ومضمونها القومي، الى أن تحولت، وبتواطؤ من بعض أهلها أنفسهم، الى قضية قطرية متقزمة، تبين أن أقصى ما يدّخره لها النظام الرسمي العربي هو مبادرة السلام العربية التي تنازلت للعدو رسمياً عن 78? من أرض فلسطين التاريخية. ومازالت هذه المبادرة منذ عام 2002 على الطاولة السعودية تنتظر أن يرقّ لها قلب الصهاينة فيعيدوا النظر بموقفهم الرافض والساخر منها والذي عبّر عنه المجرم شارون في حينه بالقول إنها لاتساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به!.

أمّا ما نجم عن هذا التحول الخطير الذي أصاب القضية الفلسطينية على خلفية عمل سياسي وإعلامي ونفسي مكثّف ومنهجي مازال مستمراً حتى الآن، فهو ما يُلاحظ من محاصرة الثقافة الوطنية والقومية النهضوية بمختلف مكوناتها السياسية والفكرية والفنية وقيمها العصرية والتقدمية، وتشجيع ثقافة التبعية والتفكيك والتأخر والانحطاط التي يُراد اليوم لما سمي “الربيع العربي” حاملها السياسي الرسمي تعميمها وتجذيرها في الحياة العربية وتصفية القوى الرافضة والمناهضة لها، في صراع سياسي واضح المعالم في أكثر من قطر عربي، ولكن معركته المصيرية تدور على الساحة السورية، ويتشكل على وقعها وعي شعبي عربي جديد يكتشف يوماً بعد يوم حقيقة هذا الربيع الذي يلبس عباءة الرجعية العربية، ويقبل التبعية والخضوع للهيمنة الأجنبية، ويصمت صمتاً مطبقاً عن الاحتلال الصهيوني. وعي لم تعد تخدعه الأوهام الربيعية، ولم يعد يُصدّق أكذوبة الديمقراطية التي تُزهر عربياً بينما يُحاصَر الهواء في فلسطين، وتُقطع أشجار زيتونها، ويُستهدف بلد العروبة الذي طالب بقدسها قبل جولانه، ودعَمَ مقاومة شعبها، ووقف دائماً بقوة وشجاعة في وجه محاولة تصفية قضيتها.. فما يجري اليوم تحت غطاء “الربيع العربي” هو في أحد أبرز أبعاده المحاولة الأحدث والأخطر للإجهاز على ما تبقى من قضية فلسطين عبر إسقاط حاضنة مقاومتها وخط الدفاع الأول عنها. لكن فلسطين المنكوبة بالخيانة العربية والتواطؤ الدولي وبهذا الربيع الأسود الذي يُغيبها عن سابق قصد وتصميم لن تموت وفي سورية رمق من حياة ونفس من صمود.

في ذكرى النكبة الفلسطينية، وما أكثر نكبات فلسطين، يتأكد أن تحريرها لن يكون مالم يتم تخليص قضيتها من وصاية وتحكم عرب أمريكا وإسرائيل بمن فيهم فلسطينيو السلطة ومن يلفّ لفّهم من مقاولي الثورات وأدعياء المقاومات، وإعادتها قضية عربية حقيقية للأمة فيها، كل الأمة، القول الفصل. كما يتأكد أن سورية كانت وستبقى هي الطريق الى فلسطين كما قال بالأمس الحر غالوي. وهل كانت سورية ستتعرض الى ما تتعرض له اليوم من القريب والبعيد لولم تكن كذلك فعلاً؟.


تواصل اضخم صحيفة الكترونية على الانترنت


http://tw-mm.org/group

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
أسئلة سنــوات سابقه لمادة الثقافة العامه م1 Tawjihi man
43 4414 Heba omar
مشاهد طبيعية نادرة تفوز في مسابقة تصوير أمريكية / صور : الفهد بواسطة امير النور
1 63 امير النور
مسابقة شعرية لمزاين سويحان : فارس بواسطة امير النور
0 70 امير النور
نبض الوطن:"ستار أكاديمى" الأعلى مشاهدة بين برامج المسابقات اسلام علوي
0 126 اسلام علوي
المسابقة الوطنية لأجمل شنب ولحية في الولايات المتحدة / صور : مناير بواسطة امير النور
0 94 امير النور

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 02:49 AM