الاصلاح نيوز/
،ليلة أول من أمس كانت استثنائية على مسرح الأرينا في جامعة عمان الأهلية، الذي احتضن شجرة الأرز اللبنانية وديع الصافي في أمسية طار فيها الحضور إلى زمن الطرب الأصيل، وعالم الأغنية الجبلية اللبنانية، حيث قدم باقة منوعة من أغنياته.
وديع الصافي الذي انتظره عشاقه طويلا كي يطل عليهم بأمسية طربية، أضاء خشبة المسرح بطلته البهية وبألحانه التي دغدغدت وجدان الحضور، كما وحيا جمهوره عبر الكلمة واللحن من خلال أغنية “جينا نسأل خاطركم يا أهل الدار، والفرحة بتناطركم مليانه صغار”.
الحفل الذي حمل عبق 70 عاما من عطاء الصافي على صعيد الغناء والتلحين والعزف على العود، جاء بتنظيم شركة (event@).
وكعادته أسر الصافي الحضور بصوته العذب وألحانه الشجية، فاختار لهم من أرشيفه العريق موال “ياعصفورة النهرين”، ليواصل الأمسية بمجموعة من أغنياته التي لم يكف الجمهور عن ترديدها معه ومنها؛ “قتلوني عيونه السود”، و”صغيرة ومولدنا”.
واستطاع الصافي أن يمسك بزمام الحفل حين اختار من رصيده الكبير أغنية “علومة”، و”أرض عم بتآسي”، ومن ثم غنى “هوا الوديان”، و”ويلي لو بدرون”، و”رمشة عينك”.
وتواصلت الأمسية التي شدت الحضور، بمجموعة من أغاني الصافي الجديدة والطربية إلى جانب المواويل التي تفاعل معها الجمهور الكبير الحاضر، ورافقه في الحفل فرقة “بيات” الموسيقية بقيادة المايسترو سامر بشارة ودرويش درويش.
الصافي الذي غلب على أغانيه اللون اللبناني الجبلي، واصل الحفل بأغنية “حبي اللي تركني وراح”، و”قومي تمشي”، و”بترحلك مشوار”، و”يا طائر الروح”.
الجمهور الذي لم يقتصر على الأردنيين فحسب، حيث كان غالبية الحضور من عرب الـ48، الذين ملأوا فضاء المسرح بهتافات حيت عملاق الطرب اللبناني، معبرين عن عشقهم للصافي، ومعربين في الوقت ذاته عن إعجابهم الشديد بالأمسية التي جمعتهم وفنانهم المحبوب.
واستطاع الصافي كعادته في الحفل الذي خطف قلوب أبناء الجيل الجديد، الذين امتلأت المدرجات بهم، حيث رددوا معه أغانيه ومواويله القديمة التي دمجت بين الغناء اللبناني الأصيل الجبلي والطربي؛ “عندك بحرية” و”الليل يا ليلى” التي أشعلت الحفل، إضافة إلى المواويل التراثية بمشاركة ابنه جورج، هذه الخطوة الإيجابية، التي تمثل انعطافا ذكيا ولماحا نحو لغة العصر، وذائقة الجيل الجديد.
دخول الصافي على خشبة المسرح سبقه ترحيب من فرقة “بيات” الفلسطينية التي تأسست العام، 2006وعلى طريقتها الخاصة، حيث قدمت الفرقة المكونة من 40 عازفا مجموعة من الجوقات باللون اللبناني ترحيبا بالمطرب اللبناني.
وقدمت الفرقة موال “بخزي نجوم الليل”، قدمه وسام قسيس، وموال “صرخة وطن” قدمهه وسام سمعان، وأغنية “نسيت أم تذكر” قدمتها رنا درويش، وغيرها من الأغاني، التي حظيت بإعجاب الحضور وتفاعلوا معها.
الصافي الذي يتخطى رصيده الفني خمسة آلاف أغنية، قدّم الأغنية الوطنية والشعبية والفلكلورية والطربية والشبابية، ورقص الجمهور معه في الحفل الذي تواصل على مدار ساعة.
وتربى الصافي على أغنيات سيد درويش وأم كلثوم وزكريا أحمد ومحمد القصبجي، وكثيراً ما كان يردد أدوار محمد عثمان، ما حضه على إتقان قالب الدور المصري، وحفظ الموشحات والطقاطيق وألوان الغناء الريفي والفلكلور اللبناني.
يذكر ان وديع فرنسيس الشهير بـ “وديع الصافي”، مطرب وملحّن لبناني، يعد من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي، كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد، أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضا، واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها.
وكانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي، في أغنية “يا مرسل النغم الحنون” للشاعر الأب نعمة اللّه حبيقة.
وبدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية، ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورا مهما في تبلور الأغنية الصافيّة. فكانت البداية مع “طل الصباح وتكتك العصفور” سنة 1940.
وشارك وديع الصافي في العديد من المهرجانات الغنائية منها؛ “العرس في القرية” بعلبك 1959، و”موسم العز”، ومهرجان جبيل (1960)، ومهرجانات فرقة الأنوار (1960-1963)، “مهرجان الأرز” (1963)، و”أرضنا إلى الأبد” (بعلبك 1964)، و مهرجان “نهر الوفا” 1965، ومهرجان “مزيارة” (1969)، ومهرجان “بيت الدين” (1970-1972)، ومهرجان “بعلبك” (1973-1974)، وشارك في أفلام سينمائية منها “الخمسة جنيه”، و”غزل البنات”.
وقال مدير شركة (event@) سلطان العواملة ووهب ريال إن الهدف من إقامة هذه الأمسية هو دعم الفن والفنان الأردني وإيصاله إلى البلاد العربية، عن طريق إقامة حفلات فنية لمختلف الفنانين على الساحة المحلية والعربية.