الاصلاح نيوز- تحول عزاءالمرحوم عاصم عبد الله غوشه الى تظاهرة جماهيرية حملت الكثير من المفاجات للمراقبين ، بأول ظهور علني لجبهة وطنية اردنية ، تردد حولها الكثير من الأقاويل والأحاديث الأعلامية دون ان تعلن رسميا بعد … المفاجأة كانت من جبهة “وإعتصموا ” بمشاركة المئات من اعضاءها لتعزية عبد الله عاصم غوشة واخوانه بوفاة والده المهندس عاصم ، وفيما بدا ان الجبهة والقائمين عليها اختاروا مساندة ودعم احد اعضاءها المؤسسين وهو “ابو عاصم ” الحفيد لأول قاضي للقضاة ووزير للعدلية الذي رسم له الوطن شارع حب وعطاء بأن حمل اسمه في عمان وهو شارع عبد الله غوشة .وجاء رد الجبهة واضحا على كل من شكك بأنسجام اعضاءها وتآلفهم بين قومييها ويسارييها وسلفييها ومعتدليها وابناء الدولة والنظام ، وبالرغم من ان الجبهة لم تعلن رسميا عن ولادتها الا انها تؤكد ان اعلانها سيكون قريبا وقريبا جدا وبما يليق بمكانتها وحضورها في الشارع .
في عزاء آل غوشة كانت دهشة كل المراقبين بمشاركة المئات الذي تصدر كلمتهم الشيخ شاكر العاروري زعيم التيار السلفي المعتدل في الرصيفة ، الذي كان وقع كلامه مؤثرا بوحدة الصف ووحدة الهدف كما القى الشيخ عبد المجيد ابو سل ممثل مخيم حطين كلمة ترحم فيها على الفقيد وذكر مناقبه الفاضلة مما شكل الطيف الثاني من الجبهة وهو ابناء المخيمات ثم القى الاستاذ زياد الخصاونة كلمة ناشد فيها الجميع التكاتف لحماية الوطن والعمل على رص الصفوف وكان لون الاستاذ الخصاونة هو اللون الثالث في الجبهة حيث يمثل التيار القومي المتواجد بكثافة في جبهة وإعتصموا كما القى شيخ السلف في محافظة الزرقاء وفيق النداف كلمة بدت وكأنها اعلان ميلاد رسمي لميثاق الجبهة “واعتصموا” وحسمت الخلاف الذي تردد حول تباين الاراء في تسمية الجبهة . كما أعلن صراحة وقوف التيار السلفي المعتدل من خلال الجبهة بحبل الله وتأييدهم ووقوفهم الحاسم من خلف الملك عبد الله ووحدة واستقرار وثبات امن الاردن ، في الوقت نفسه التأكيد على ثوابت الجبهة الرامية الى طرح برامج وسياسات جديدة معلنا الشيخ وفيق النداف امام كل أتباعه ومريديه تأييده لرئيس الجبهة ومؤسسها أحمد سلامة تاييدا واضحا حاسما لا لبس فيه .
وبعد ان فرغت كل اطياف الجبهة في التعبير عن نفسها جاء دور مؤسسها أحمد سلامة ليعلنها جبهة لله سبحانه وتعالى وللوطن وقال انها جبهة في عنقها بيعة شرعية صحيحة للملك الهاشمي عبد الله الثاني ابن الحسين وتضمنت كلمته افكارا جديدة تذكر لأول مرة في ادبيات الاحزاب الاردنية منها حق العودة الذي قدم فيه حق العودة لأبناء الشهداء من الاردنيين على حق ملاك الارض قائلا ان حق العودة لأهل الدم قبل حق العودة لأهل التراب وتناول في كلمته الموجزة عن القدس والوحدة وبعض السياسيات التي تحتاج الى مراجعة تاريخية مشيدا في الوقت نفسه بمناقب الفقيد بأعتباره واحدا من بناة الدولة وورث عن أبيه هذه الرسالة الوطنية الخالدة ، اللافت للنظر في كلمة سلامة الدعم والتأييد المبكرين لعبد الله غوشة الحفيد الذي يعتبر من مؤسسي الجبهة ومؤازرته والاشارة الى انه قد يكون احد مرشحي جبهة “واعتصموا” لمجلس النواب القادم .
وحين أقيمت الصلاة كانت الدهشة أكبر بعد ان همس احد الحاضرين بأن الخيمة فرغت تقريبا من الجالسين ،وما سر هذا التجانس؟ الذي يجمع القومي باليساري وبالمعتدل …فرد عليه أخر انها مصلحة الوطن في هذا الوقت الحرج والدقيق ، فالشرر يتطاير من حولنا فكما لاحظت ان الجميع متفقون على هدف واحد وهو الوطن لننأى بانفسنا عن كل ما عصف بالمنطقة ويبقى الاردن الأميز بقيادته وأهله الطيبين .
،،
،،
،،
