الظلم والعفو عن الظالم
بحثت وتفكرت كثيراً عن هذا الأمر لأنه حيرني وكان لابد أن أجد منفذاً له وهنا سأنقل لكم خلاصة ما توصلت إليه من اجتهاد بسيط جداً ومتواضع في هذا الجانب وأتمنى أن أكون قد أصبت فيه
لنفترض أننا تعرضنا لأشد أنواع الظلم في التاريخ فكيف سنتصرف في مثل هذا الموقف
قبل أن نتطرق إلى الحلول دعونا نتحدث عن الظلم
من حق أي مظلوم أن يأخذ حقه ولا نستطيع أن نمنعه من أخذ حقه ولسنا نحن من صرح بهذا الأمر بل سيد الخلق الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال : دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافراً وإن كان فاجراً فإنما فجوره على نفسه
وقال عليه الصلاة والسلام : اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
ويرفع الله دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول ( بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ـ
يامن تعرضت للظلم .. لديك ثلاثة خيارات
١ – أن تقتص من الظالم في الدنيا برفع الشكوى إلى الله بالدعاء وتأخذ حقك كاملاً ولا تعوض عنه بحسنات يوم القيامة ( حق من حقوقك ) ـ
٢ – أن تصبر في الدنيا وتأخذ حقك بعملة يوم الحساب وهي الحسنات وتأخذ مايساوي الظلم الذي ظلمك إياه وإن لم تكن لدى الظالم حسنات يأخذ من سيئاتك
٣ – أن تعفو عن الظالم بأن لا تنزل عليه عقوبة في الدنيا ولا تأخذ من حسناته يوم القيامة
ولكن,
سيعطيك الله من الحسنات من عنده سبحانه أكثر لو أنك أخذت حسنات من الظالم
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الشورى : وجزاء سيئةٕ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين
نعلم بأنك تألمت كثيراً وتأذيت من الظلم الذي حل بك, ولكن الحسنات التي ستحصل عليها هي من ستشفي غليلك, ولتتيقن بأن مصير الظالم الهلاك سواء بدعائك أو من غيره. فلماذا تخسر الثواب العظيم بأمر سيحل عاجلاً أم آجلاً بالظالم
في أحد المرات دعا رجل على ظالمه فقال له مسلم بن يسار : أوكل الظالم إلى ظلمه فإن عاقبة ظلمه أسرع إليه من دعائك عليه. وتقول حكمة : لا تخسر بسبب الظالم مرتين. مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه وأقبلت على الانتقام والتشفي بالدعاء عليه. واعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً .. تيقن أن لذة العفو .. أعذب بكثير جدا عن لذة الانتقام
فاغسل قلبك بالعفو عن الظالم واحتسب الأجر
أعلم إنه صعب .. بل صعب جداً. .. ولكن, في مثل هذه المواقف لا تنظر إلى ما ترغب به نفسك بل انظر إلى مالذي يحبه الله جل جلاله .. فهو الرحمن الرحيم .. أوصانا الحبيب المصطفى حيث قال : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
إسأل نفسك الآن .. ألم نخطئ في حق الله تعالى كثيراً وجميعنا نقر بهذا الشيء .. فكيف نطلب منه تعالى أن يتجاوز عن أخطائنا ونحن نرفض أن نتجاوز عن أخطاء عباده؟
فلن ندخل الجنة بأعمالنا .. لأنها جميعها ناقصة وأننا مهما عملنا من الصالحات فنحن مقصرين في حقه وأنه لم ولن يحمده ويشكره على الإطلاق كما ينبغي أن يحمد ويشكر منذ بداية الحياة إلى يوم الحساب أحد
و سندخل الجنة برحمة من رب العالمين ..فلماذا لا نتراحم
ربما مازلت تقول بأن هذا حقك ومازلت ترغب بأن تأخذه ولكن .. من يرحم الناس هو أقرب إلى رحمة الله من الذي لا يرحم الناس .. فلماذا لا تتخذ القرار الثالث وأنت الفائز في كل الأحوال .. كم هي نظرة رفيعة نادرة أن تقدم الله على نفسك
ومن هذا المنطلق .. أشهد كل من يقرأ هذا الموضوع أنه إن كان هناك من أخذ حقوقي أو ذكرني بسوء أو أصابني بأي مظلمة فإني قد أحللته ولا أريد منه أي شيء مهما كانت ديانته ولن أقتص منه في يوم الحساب
وأرجو كل من أسأت إليه أو أصبته بمظلمة أن يسامحني .. وإن أراد حقه في الدنيا فليتواصل معي ويقتص مني بالطريقة التي ترضيه .. فجميعنا من هذه الدنيا زائفون ومردنا إلى الله جل جلاله
العمل بحجم أكبر
abinali.com/uploads/pics/4J6J8137NZ12lg.jpg
أخوكم
عبدالعزيز
.بحثت وتفكرت كثيراً عن هذا الأمر لأنه حيرني وكان لابد أن أجد منفذاً له وهنا سأنقل لكم خلاصة ما توصلت إليه من اجتهاد بسيط جداً ومتواضع في هذا الجانب وأتمنى أن أكون قد أصبت فيه
لنفترض أننا تعرضنا لأشد أنواع الظلم في التاريخ فكيف سنتصرف في مثل هذا الموقف
قبل أن نتطرق إلى الحلول دعونا نتحدث عن الظلم
من حق أي مظلوم أن يأخذ حقه ولا نستطيع أن نمنعه من أخذ حقه ولسنا نحن من صرح بهذا الأمر بل سيد الخلق الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال : دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافراً وإن كان فاجراً فإنما فجوره على نفسه
وقال عليه الصلاة والسلام : اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة
ويرفع الله دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول ( بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ـ
يامن تعرضت للظلم .. لديك ثلاثة خيارات
١ – أن تقتص من الظالم في الدنيا برفع الشكوى إلى الله بالدعاء وتأخذ حقك كاملاً ولا تعوض عنه بحسنات يوم القيامة ( حق من حقوقك ) ـ
٢ – أن تصبر في الدنيا وتأخذ حقك بعملة يوم الحساب وهي الحسنات وتأخذ مايساوي الظلم الذي ظلمك إياه وإن لم تكن لدى الظالم حسنات يأخذ من سيئاتك
٣ – أن تعفو عن الظالم بأن لا تنزل عليه عقوبة في الدنيا ولا تأخذ من حسناته يوم القيامة
ولكن,
سيعطيك الله من الحسنات من عنده سبحانه أكثر لو أنك أخذت حسنات من الظالم
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الشورى : وجزاء سيئةٕ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين
نعلم بأنك تألمت كثيراً وتأذيت من الظلم الذي حل بك, ولكن الحسنات التي ستحصل عليها هي من ستشفي غليلك, ولتتيقن بأن مصير الظالم الهلاك سواء بدعائك أو من غيره. فلماذا تخسر الثواب العظيم بأمر سيحل عاجلاً أم آجلاً بالظالم
في أحد المرات دعا رجل على ظالمه فقال له مسلم بن يسار : أوكل الظالم إلى ظلمه فإن عاقبة ظلمه أسرع إليه من دعائك عليه. وتقول حكمة : لا تخسر بسبب الظالم مرتين. مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه وأقبلت على الانتقام والتشفي بالدعاء عليه. واعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً .. تيقن أن لذة العفو .. أعذب بكثير جدا عن لذة الانتقام
فاغسل قلبك بالعفو عن الظالم واحتسب الأجر
أعلم إنه صعب .. بل صعب جداً. .. ولكن, في مثل هذه المواقف لا تنظر إلى ما ترغب به نفسك بل انظر إلى مالذي يحبه الله جل جلاله .. فهو الرحمن الرحيم .. أوصانا الحبيب المصطفى حيث قال : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
إسأل نفسك الآن .. ألم نخطئ في حق الله تعالى كثيراً وجميعنا نقر بهذا الشيء .. فكيف نطلب منه تعالى أن يتجاوز عن أخطائنا ونحن نرفض أن نتجاوز عن أخطاء عباده؟
فلن ندخل الجنة بأعمالنا .. لأنها جميعها ناقصة وأننا مهما عملنا من الصالحات فنحن مقصرين في حقه وأنه لم ولن يحمده ويشكره على الإطلاق كما ينبغي أن يحمد ويشكر منذ بداية الحياة إلى يوم الحساب أحد
و سندخل الجنة برحمة من رب العالمين ..فلماذا لا نتراحم
ربما مازلت تقول بأن هذا حقك ومازلت ترغب بأن تأخذه ولكن .. من يرحم الناس هو أقرب إلى رحمة الله من الذي لا يرحم الناس .. فلماذا لا تتخذ القرار الثالث وأنت الفائز في كل الأحوال .. كم هي نظرة رفيعة نادرة أن تقدم الله على نفسك
ومن هذا المنطلق .. أشهد كل من يقرأ هذا الموضوع أنه إن كان هناك من أخذ حقوقي أو ذكرني بسوء أو أصابني بأي مظلمة فإني قد أحللته ولا أريد منه أي شيء مهما كانت ديانته ولن أقتص منه في يوم الحساب
وأرجو كل من أسأت إليه أو أصبته بمظلمة أن يسامحني .. وإن أراد حقه في الدنيا فليتواصل معي ويقتص مني بالطريقة التي ترضيه .. فجميعنا من هذه الدنيا زائفون ومردنا إلى الله جل جلاله
العمل بحجم أكبر
abinali.com/uploads/pics/4J6J8137NZ12lg.jpg
أخوكم
عبدالعزيز