الاصلاح نيوز-،أربعة وستون عاما مرت حتى الآن على ثلاثة أجيال من الفلسطينيين، الذين نزحوا عقب إقامة دولة إسرائيل عام1948 ، على أنقاض قراهم المدمرة. أجيال، لم تعرف الحياة إلا داخل مخيمات اللجوء، التي أقامتها الأمم المتحدة لإيوائهم، ومازالت شاهدا على معانتهم إلى اليوم.[/p]وهؤلاء الفلسطينيون لديهم هدف عزيز هو “حق العودة” إلى الأراضي التي سلبت منهم منذ 64 عاما، ويعتبرون المخيمات محطة مؤقتة بغض النظر عن طول فترة إقامتهم، إذ لم يفارقهم الأمل بالعودة إلى وطنهم الموعود يوما ما.
وتقول ساندي هلال، مديرة برامج تحسين المخيمات، التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” ، في الضفة الغربية: “يحق للناس أن يفخروا بالمكان الذي يعيشون به. إن توفير الاحتياجات الأساسية وحسب ليس كافيا حين نضع في اعتبارنا أناسا يعيشون في مكان منذ60 عاما. وأضافت: “تحسين الحياة اليومية للاجئين لا يهدد حقهم في العودة إلى الديار. العيش بكرامة هو الهدف الأساسي لبرنامج التحسين”.
وفر نحو 700 ألف شخص أو نزحوا عن ديارهم حين أقيمت دولة إسرائيل بعد حرب عام1948 ، لكن الآن يعيش خمسة ملايين لاجئ وعائلاتهم في لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية، وكثير منهم في مخيمات بائسة”.
وتحسن الوكالة، بالاستعانة بتمويل من الحكومة الألمانية، المستوصفات والصرف الصحي، وقامت بتطوير التعليم بالتنسيق مع لجان محلية في خمسة مخيمات بالضفة الغربية المحتلة ومخيمين في الأردن.
وأصبح سكان مخيم الدهيشة في بيت لحم البالغ عددهم13 ألف نسمة محور تركيز جهود الأونروا . واستأجرت الوكالة الموقع بعد أن ترك نحو ألفي لاجئ بلدات وقرى حول القدس عام 1949 .
وكان مصير اللاجئين الذين تشبثوا بحق العودة أحد أصعب القضايا التي تواجه المفاوضين على مدى عقدين من المحادثات المتقطعة التي تهدف الى إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وتقول إسرائيل إن حق العودة يفسد أي اتفاق للسلام، مشيرة إلى أن السماح بعودة اللاجئين إلى إسرائيل سيزيد نسبة العرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدودها، ومن ثم يقوض طبيعتها السكانية باعتبارها دولة يهودية.
كما تشكك في الأساس القانوني لحق العودة المنصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر في ديسمبر 1948، وتقول إن العالم لم يضع في اعتباره معاناة اليهود الذين أجبروا على الفرار من ديارهم في أنحاء العالم العربي في الأعوام الخمسة والستين الأخيرة.
وجمدت محادثات السلام منذ عام2010 ، وقال الفلسطينيون إنهم لا يريدون الانخراط فيها من جديد إلى أن يتوقف بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
ولم تحسن خطة الأونروا لتطوير مخيم الدهيشة، ولا جهود20 منظمة غير حكومية في مساحته البالغة كيلومترا مربعا من الأوضاع هناك.
وقال عثمان أبو عمر، وهو عامل بدوام جزئي، وهو ينفث دخان سيجارته: “مستويات المعيشة في انخفاض. نتمنى أن ننتهي من الاعتماد على الغير ذات يوم. يجب أن يعتمد الجميع على أنفسهم.”
ويشكو بعض السكان من عقود من رعاية الأمم المتحدة التي لم تتعد الإحسان دون التعامل مع السبب السياسي وراء معاناتهم. وقال حابس العيسى، أحد سكان مخيم الدهيشة: “نحن لاجئون ويجب أن تكون الأمم المتحدة مسؤولة تماما عن احتياجاتنا وموقفنا، لأن وضعنا يمثل قضية سياسية دولية.”
وتعترف الأمم المتحدة باللاجئين الذين سجلوا أسماءهم في وكالة الأونروا بعد أن فروا من ديارهم، وتشملهم قرارات المنظمة الدولية، ويحق لهم الحصول على خدمات من الوكالة حتى إذا لم يكونوا مقيمين في المخيمات، ما لم يحصلوا على جنسية أو حق اللجوء لدولة أخرى.
وعلى مدى التاريخ، لم تقدم الحكومات الفقيرة والهزيلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، اللذين يحكمهما الفلسطينيون، إسهاما يذكر لتحسين البنية التحتية، أو توفير الدعم للمخيمات أو قاطنيها.
ووكالة (أونروا) هي المنظمة الوحيدة التابعة للأمم المتحدةالمكرسة لمشكلة لاجئي شعب وحيد. وقال كريس جانس المتحدث باسمالوكالة إنها ليست لها سياسة محددة بشأن المكان الذي سيذهب اليهاللاجئون او كيف قد تنتهي أزمة الشرق الأوسط.