ما زالت ساجدة الريشاوي، التي حاولت تفجير نفسها في احد فنادق عمان، في السجن، ولم يتم اعدامها ولا اطلاق سراحها، هذا على الرغم من حقوق الجرحى والشهداء، التي لم يتم الاخذ بها حتى الان.
لان السلطات العراقية تطالب بها ايضا، فان المنفذ القانوني الذي يمكن عبره منع تسليمها هو زواجها من مواطن، وبالفعل تقدم مواطن سلفي، لادارة السجن طالبا الزواج منها، باعتبارها مجاهدة صالحة، قامت ومجموعتها بقتل العشرات، وجرح آخرين، وترويع البلد، باسم الدين!!!!!!!!.
لا تعرف كيف يجرؤ انسان على التقدم للزواج من شريكة في القتل، الا اذا كانت بنظره بطلة لا بد من تكريمها، والمفارقة ان الريشاوي التي قتلت مع مجموعتها العشرات في زفاف، تبحث عن الحل في زفاف، ولا بد من ان نقترح هنا ان يتم ترتيب زفاف شعبي كبير لها، ولمن طلب يدها، ولضيوفهم الكرام لعلهم يجربون طعم الدم والظلم الذي تمت سقايته للابرياء من جانب تنظيم القاعدة في تلك العملية.
تفكر مطولا في العريس الذي تقدم بأوراقه يريد عقد قرانه على الريشاوي، ولا تعرف كيف يفكر، وهل به مشاعر انسانية حقا، وكيف وصلت تفسيراته للدين الى الدرجة التي يعتبر من خلالها ان القتل مباح، وسفك دم الابرياء مباح، ونحن نشهد اراء شرعية متناقضة في هذا الصدد، دون ان يتم اللجوء الى الضمير والعقل في حالات كثيرة، لانهما يحرمان وحدهما سفك دم الانسان البريء؟!.
هل يقبل العريس السلفي لاهله لو مروا في سوق بالصدفة، او كانوا في سيارتهم بالصدفة، وواجهوا تفجيرات مثل تفجيرات عمان، وما هو شعوره لو رأى اطفاله او اهله وقد تقطعوا قطعا، والتصقت جلودهم ولحومهم بالجدران والسيارات والشوارع، ام ان هذا «العرق مقدس» ومحمي، ولا يناله مثل هذا الظلم تحت اي ظرف من الظروف.
هذه ليست سلفية، لان السلفية التي نعرفها تهتم اولا بالاخلاق وبالمعاملة وبحرمة دم الانسان، وتتعلم كثيراً من اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع البشر، العدو قبل الصديق، وفي تلك الاخلاق النبوية التي جاءت تحت تعريف الهي بقول الله «وانك لعلى خلق عظيم» والاخلاق العظيمة بالضرورة تعني عدم الاستهتار بحياة الناس ومشاعرهم.
اهالي شهداء تفجيرات عمان، واهالي الجرحى، عليهم ان لا يسكتوا على هذه المهزلة، اي مهزلة تزويج ساجدة الريشاوي، بعد ان سلبت جماعتها حياة الناس، فإذا بهم يريدون اليوم زفة وطبلا في شوارع عمان، ولعل السلطات تسمح بالتزويج، ليتمكن بعدها اهالي الجرحى والشهداء من مطالبة العريس بالدية والكلفة، الى اخر ما يمكن مطالبته به في هذا الزمن، وبالتأكيد فإن نخوته لن تمنعه عن الوفاء بحقوق الناس.
قتلت التنظيمات ذاتها في العراق، من العراقيين اكثر من الامريكيين، تارة هذا سني مشبوه، وهذا سني كان عابراً في الطرق، ذاك شيعي كافر، وآخر شيعي ُمشرك، وهكذا نقتل من بعضنا البعض، الاف اضعاف، ما يتم قتله من العدو، لان وراء هذا القتل باسم الله، فتاوى تستخف بدم المسلم وغير المسلم، فلم يزدنا ذلك الا عودة للوراء.
ليتكم تسترجلون على اسرائيل مثلما تسترجلون على دم المسلمين.