لم يغب المشهد الأردني عن زوايا الإعلام العالمي خلال الفترة الماضية، فبعد يوم واحد من تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست العملية الإصلاحية في الأردن، ذكر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” غيل غافلاك، ما يواجهه الملك عبد الله الثاني من ضغوط للاستجابة للمطالب الإصلاحية التي يصر عليها الشعب الأردني.
وأوضح المراسل في تقرير له الأربعاء، أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها الملك بدأت بالتعثر، مما اضطر الملك إلى إقالة حكومة عون الخصاونة الأسبوع الماضي وتعيين رابع رئيس للوزراء منذ اندلاع ثورات “الربيع العربي” برئاسة الدكتور فايز الطراونة.
ونقل التقرير عن ،رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للجامعة الأردنية موسى شتيوي، قوله “شعر الجميع بالتفاؤل عندما كلف الخصاونة بتشكيل الحكومة السابقة نظرا لسجله المحترم، ولكنه اخفق في إظهار الخصال القيادية الضرورية لدفع عملية الإصلاح.
وتساءل “كان الملك قد دعا للاصلاح وقال إن العملية ينبغي ان تبدأ بالانتخابات. فكيف يمكن ان يحصل ذلك والحكومة تتلكأ في اصدار قانون الانتخابات؟”
“ويعتقد شتيوي أن الهم الذي يشغل بال غالبية الأردنيين هو الاستقرار، خصوصا بعد أن رأوا نتائج ثورات الربيع العربي، فأكثرية الأردنيين يؤيدون الإصلاح، ولكن قلة منهم فقط مستعدون لاتخاذ الخطوات الجذرية اللازمة لتغيير النظام.”
وأضاف “ولكن إذا فشلت حكومة الطراونة في التوصل إلى حلول للمشاكل التي تواجه البلاد بحلول منتصف الصيف المقبل، فسيواجه الاردن مشكلة حقيقية”، و”في نهاية المطاف، قد يقرر الشعب المخاطرة إذا ضاق ذرعه من الظروف التي يعيش فيها، وأعتقد أننا مقبلون على صيف ساخن في الاردن في هذه الحالة.”
ورغم أن الاحتجاجات التي شهدها الأردن كانت أصغر حجما وأكثر سلمية مما شهدته بعض دول المنطقة، إلا أن مطالب الأردنيين لا تختلف كثيرا عن تلك التي تظاهر ويتظاهر من أجلها غيرهم من العرب، بحسب التقرير.
كما أن “من المقلق للنظام الأردني تطور الخطاب خاصة في المناطق التي تشهد حراكا قويا كالطفيلة، من مطالب بالإصلاح إلى مطالب بتغيير النظام”.
وأشار التقرير إلى انتقاد المعارضة، وعلى رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي لمشروع قانون الانتخابات الجديد “لأنه لا يضمن تمثيلا حقيقيا لكل أطياف المجتمع الأردني”.
“وحمل القيادي الإسلامي جميل أبو بكر البلاط الملكي ودائرة المخابرات العامة ذات النفوذ القوي في الأردن مسؤولية تعثر العملية الإصلاحية”، وفقا لما نقله التقرير.
وأضاف أبو بكر “أن الشعب مقتنع الآن بأن مشاكله لن تحل بعزل رئيس الوزراء او تشكيل حكومة جديدة، بل إن الحل الوحيد يكمن في انتخاب برلمان جديد يمثل إرادة الشعب، وفي انبثاق الحكومة ورئيسها من هذا البرلمان.”
للاطلاع على تقرير “بي بي سي”: هنــــــا
