الاصلاح نيوز/
كشف العمل الكويتي “البوشيت” عن حكاية حبيبين مملوءة بالرؤى المفتوحة على مختلف قضايا الإنسانية المحملة بالأوجاع والصراع الأبدي بين أصحاب السلطة والفقراء؛ في العرض الذي قدم أول من أمس على خشبة مسرح (هاني صنوبر) بالمركز الثقافي الملكي.
ويتناول العمل محاولة حبيبين الزواج رغم أن كل منهما جاء من عالم، فالعاشق المتيم هو “ابن” عائلة مرموقة لا تسمح له بمجرد التفكير بالارتباط بحبيبته التي تعمل “راقصة” وفقيرة.
العمل الذي يقدم صورة لعلاقة بين حبيبين طوال العمل، بالعمق ينقل لنا صراعا واضحا بين الطبقات الاجتماعية منهم الأسياد والخدم، ليعرّج على ظاهرة “الرقص التراثي” غير المبتذل، ونظرة المجتمع وخاصة الرجل حيال المرأة التي تمتهنه.
وربما كانت مقصودة أن يحملنا نص المسرحية عبر الموروث والتقاليد للحديث عن ممنوعات ومحظورات ما تزال موجودة حاليا، خصوصا في عالم التمثيل والرقص والغناء، وكل فرد يفكر في تخطي التقاليد.
طيلة العمل المفعم بالجمال البصري والأدائي، تجري الأحداث باتجاه الحقيقة على الأغلب، وربما دوما كما في الواقع، فيحاول الحبيين الزواج بعيدا عن السرية التي ترفضها الممثلة والراقصة “جواهر” وأدت دورها بكل براعة الفنانة أحلام حسن.
وبعد أن يوافق العاشق على احتمال نتائج قراره، ويقدم على الارتباط بها جهرا إلا أن حفل الزفاف لم يكتمل، إذ يأتي والد “العاشق” ليقرر مصير ابنه والعائلة، ويرفض زواج ابنه بالراقصة جواهر، ويكيل إليها الشتائم التي يظن أنها تستحقها.
سرعان ما ترفض جواهر” العاشقة” الحرّة والأنثى التي صانت عهد والدتها ومربيتها بالعفة الإهانة؛ ويبدأ الحوار ذروته، حين تكشف الأنثى عن مخالبها، فتجرد صاحب “السيادة” من أناقته ليعود أدراجه محملا بالوصمة والعار.
“البوشيت” قصة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي تلامس وجدان، وتحكي واقعا يتجدد رغم التغيرات التي تواجهها المجتمعات العربية، وطريقة الإخراج المبهرة والأداء المتميز للممثلين والذي منهم أظهر قدرته على الغناء بطريقة جميلة، خصوصا أن تلك الأغنيات والمقطوعات مستمدة من التراث الخليجي.
تترك “البوشيت” الكثير من التساؤلات بداخلنا، وهي وظيفة كثيرا ما تغيب عن الأعمال المسرحية المختلفةـ ولم تغب عن “البوشيت” فيظل المشاهد المغادر للقاعة يتساءل ماذا لو لم يكشف العار أمامنا؟ ماذا لو بقي الأسياد أسياد والفقراء فقراء؟ عن أي عدل نتحدث؟ كيف نبدأ؟ والسؤال الأكبر من كل ذلك هل جميعنا نحمل قوة “جواهر”؟
كتب العمل المسرحي إسماعيل عبدالله وإخراج عبدالله العابر، وبطولة؛ أحلام حسن، عبدالمحسن العمر، عبدالله العابر، فاطمة القلاف، نوف السلطان، علي بن حيدر، عبدالله البصيري، ناصر الدوب، علي الحسيني، حسين المهنا، علي بدر، ملابس ابتسام الحمادي، تقني وفني إضاءة فهد الفلاح.