زهير عبد القادريمان…طفل لا يتجاوز السبعة شهور…تنظر اليه تجد وجها بريئا جميلا …عيناه ونظراته تنقلك الى عالم مليء بالبراءة والمحبة والود…يبتسم لكل شخص يتكلم معه…يمان صفحة بيضاء صافية جميلة…خالية من كل البقع السوداء التي قد تشوه هذا الطفل البريء…امس نظرت اليه طويلا…طويلا…وفكرت بعمق متسائلا …هل سيصبح هذا الطفل طبيبا بارعا؟…ام محاميا مشهورا؟…هل سيصبح مهندسا معروفا ام استاذا جامعيا؟…هل سيصبح يمان قاضيا ام مجرما؟ رجل بوليس ام لصا؟هل ستتحول هذه الأيادي الناعمة الشريفة الى يد فساد ام ستساعد المرضى في المستشفيات والمراكز الطبية …
،،،،،،أطفالنا ايها السادة هي براعم طرية يمكن رعايتها وتنشأتها كما نريد نحن …الأسرة الصغيرة هي المسؤولة الاولى عن مستقبل الطفل…فالسنوات الاولى في حياة الطفل تحدد مستقبله واخلاقه وسلوكه …
،،،،،،،،وجدتهم في الغرب يتعاملون مع الطفل بطريقة مختلفة عن طريقتنا في تربية اطفالنا…الطفل هناك يتربى ويترعرع في احضان والديه اللذان يعاملانه بكل الحب والعطف…الطفل في الغرب لاينشأ في جو من العنف الأسري…الطفل لايضرب ولا يعذب نفسيا ولا يحرم من شيء يحبه…بل يعامل من الجميع بكل العطف والود والحماية…العابه تنمي مواهبه وذكاءه وعضلات جسمه المختلفة وتنشط ذهنه …وبرامج التلفزيون لها دور كبير ومكمل للأسرة في تعليمه وتثقيفه وتنمية مواهبه المختلفة وزرع القيم والمثل والعادات والتقاليد والاعراف عنده بطريقة حضارية ثقافية تربوية يشرف عليها اخصائيون في علم النفس والاجتماع…ثم ياتي دور المدرسة التربوي والتعليمي…لم اجد في الغرب كله معلما او معلمة تحمل عصا للضرب…بل يجد الطفل في المدرسة بيتا اخر مكملا لبيته…
،،،،،،،اذكر انني رافقت طفلي شريف الى المدرسة في اليوم الاول لدخوله المدرسة فاذا المدرسة قد زينت ساحتها وغرفها بالاعلام والالوان المزركشه والورود …وظهر المعلمون والمعلمات بملابس جميلة (تسر الناظرين) واستقبلوا شريف وبقية الاطفال بكل مظاهر الحنان والمودة…وخرجنا نحن الاباء وكلنا ثقة بأن اطفالنا في ايادي امينة…تذكرت فورا اليوم الاول الذي دخلت فيه الى المدرسة وسمعت والدي رحمه الله يقول للمعلم بالحرف الواحد( هذا الولد سلمتك اياه وخطيته برقبتك اذبحوا اذا تخلف عن زملائه … ودخلت يومها الى الصف وانا ارتعد خوفا من عصا الاستاذ الذي اخدني من والدي ومن كلمات ابي الذي امر الاستاذ فيها ان يذبحني اذا قصرت …مفارقة كبيرة بين مدرستي وبين مدرسة ابني شريف….وقبل ان انهي مقالي هذا اود ان اشير الى ان معظم الاطفال في اوروبا تفتح لهم من قبل والديهما حسابات توفير بنكية من اول يوم دراسي في حياتهم وحتى بلوغهم سن الرشد من اجل ضمان مبلغ من المال يساعدهم في دراستهم الجامعية او في بداية حياتهم العملية …
،،،،،اتمنى ليمان ولكل طفل من اطفالنا حياة سعيدة في احضان والديهم ومستقبلا باهرا خاليا من الحقد والغيرة والعدوانية…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com