- لا أتلقى تعليمات من الديوان..
- هناك 3 حكومات: الديوان والمخابرات والحكومة الحقيقية..
أكد رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة أن أحد مستشاري الملك قام بالاتصال به أثناء تواجده في تركيا، ليبلغه بالرغبة الملكية بتمديد الدورة العادية للبرلمان وإصرار الملك على إنجاز ما تبقى من تشريعات مطروحة أمام النواب، مشيرا إلى التوصية التي تقدم بها لعقد دورة استثائية بدلا من تمديد الدورة.
وأضاف الخصاونة في حديث لمجلة الاوكونوميست، تناول فيه أسباب تقديمه للاستقالة، بأن الدورة العادية تتضمن مناقشة كافة القوانين وطرح الأسئلة وغير ذلك، فيما تنحصر مهام الدورة الاستثنائية بمناقشة قوانين محددة، وهو ما يمكن من إنجاز تلك القوانين والتشريعات، وهو الأمر الأكثر منطقية، مشيرا إلى أنه أبلغ المستشار بأنه “لا يقبل تعليمات من الديوان الملكي، فالملك ينفذ تعليماته من خلال الوزراء لا من خلال المستشارين، فنحن لدينا نظام حكم برلماني وليس نظاما رئاسيا”، على حد تعبيره.
واعتبر أن تقديم استقالته كان الخيار الأفضل في تلك اللحظة، واضاف “أن الذين يستقيلون بسبب مبادئهم مات أكثرهم في هذه الأيام، رغم أن ذلك من عاداتنا التاريخية، إلا أن من يأتون في هذه الأيام للسلطة، يأملون ببقائهم في مناصبهم”.
وفي رده على سؤال حول مجيء حكومته في زمن “الربيع العربي، وفي وقت صعدت فيه المطالب الشعبية والجهات التي عانت من التهميش في الفترات السابقة كالإسلاميين، قال الخصاونة “عندما تسلمت مهامي كرئيس للوزراء في تشرين الأول الماضي، كانت البلاد، برأيي الشخصي ولست أبالغ فيه، على حافة الحرب الأهلية”، وأن البلاد كانت على مفترق طرق، فإما أن تتحسن الأمور، وإما أن تتجه إلى ما تذهب إليه الأوضاع في سوريا.
“فكنا بحاجة إلى تغيير الحكومة آن ذاك”، يقول يضيف الخصاونة، “وليس ذلك لأن حكومتي كانت البديل عن سابقتها، ولو بقيت الحكومة، فأنا شبه متأكد من انزلاق البلاد إلى العنف السياسي”، الذي يقود في مجتمع عشائري إلى الثأر وما إلى ذلك من مظاهر العنف والاتجاه نحو المجهول.
- الحكومة نجحت بحوارها مع الإسلاميين:
أما عن العلاقة بالإسلاميين، فأكد الخصاونة أن الخطوة الأولى التي قام بها تمثلت بفتح باب الحوار معهم ومحاولة إشراكهم في حكومته، وهو ما اعتبره ضمانة للنظام بمشاركة كافة الأطياف في الحياة السياسية لكي لا يتحول البعض إلى معارضين للدولة “وليس كالمعارضة في بريطانيا على سبيل المثال”.
وأشار إلى الاتهامات التي وجهت إليه بأنه مؤيد للإسلاميين، مؤكدا عدم صحة ذلك، إلا أنه أوضح أنه ليس من “مدرسة شيطنتهم وتهميشهم في ذات الوقت”.
وأضاف بأنه عمل على توطيد هذه العلاقة بالحركة الإسلامية، مشيرا إلى نجاح حكومته بتخفيف حدة التوتر من خلال الحوار واحترام كافة الأطياف خارج مؤسسة الحكم، معربا عن اعتقاده بأنه الإنجاز الأكبر للحكومة “فالأوضاع أكثر هدوءا حاليا”.
وفي رده على سؤال حول تصريحاته عن إبعاد قيادات حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإن كان هنالك من عارض تصريحاته، أوضح الخصاونة أن الأجهزة الأمنية هي من كانت وراء قرار إبعادهم عام 1999، مشيرا إلى أن الحكومة في ذلك الوقت كانت مطيعة لتطبيق ذلك القرار.
وأضاف بأنه رئيس الوزراء في حينه كان أحد المعترضين على تصريحات، “مما كان سيدفعني للتوجه إليه للقول بأنه ليس هو من اتخذ القرار وإنما دائرة المخابرات العامة”.
وأشار إلى دائرة المخابرات العامة أيضا، اتخذت موقفا معارضا لتصريحاته ولسياساته، حيث كانوا يفكرون بعقلية المؤامرة “الأنجلو أمريكية- الإسلامية”، وأو القول بأنه “كشخصية من عائلة أردنية عريقة” يتجه لمنح الأردنيين من أصول فلسطينية حقوقا أكبر”.
وأكد الخصاونة بأنه لم يكن هنالك أي إصلاحات حقيقية في الفترة الماضية، بل على العكس من ذلك، حيث أن المبدأ الأساسي للديمقراطية بتحمل الحكومة لمسؤولياتها أمام البرلمان قد دمر بالكامل، واستبدل بالإرادة الملكية المباشرة من خلال مستشاريه.، مشيرا إلى أنه كان لدينا عام 1952 دستور أكثر تحررا من الممارسات السياسية وتطبيق الحكم في العقد الأخير.
وأضاف الرئيس المستقيل أنه كان هنالك 3 حكومات تتمثل بالديوان الملكي الذي أصبح أكثر قوة، وجهاز المخابرات إضافة إلى الحكومة الحقيقية، مشيرا إلى أن تلك الجهات أرادت أن تتعامل مع رئيس الحكومة كشخص وظيفي منفذ لقراراتهم، الأمر الذي لم يكن بمقدوره القبول به، الأمر الذي قد يقود إلى التوتر في البلاد، “وهذا لا يعني قبول أي رئيس وزراء بأن يكون منفذا لقراراتهم”
وحول الجهات التي عارضت سياساته، أكد الخصاونة “أن هؤلاء يعتقدون أن ما بات يعرف بـ”الربيع العربي” قد خفت حدته، وأن بإمكانهم العودة إلى الطريقة القديمة، وهم بذلك أسوء طلاب للتاريخ لأن الربيع فصل سيستمر بالعودة مرة تلو الأخرى”، مشيرا إلى أنه لا يتمنى بأن يمس الأردن أي سوء بكل تأكيد، وأعرب عن أمنياته بأن يكون المستقبل أفضل، بعد الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور فايز الطراونة.
للاستماع لمقابلة الخصاونة “باللغة الانجليزية”: هنـــــــــا