الاصلاح نيوز/
دولاراً يومياً يتقاضاها من عمله
فادي صوالحة طالب أردني جامعي يسكن منطقة فقيرة في غور الاردن. لا يزيد عمره عن العشرين عاما يدرس ويعمل. لم يكن لديه الكثير من الخيارات.هما خياران فقط بين يديه الأول الأسهل في الوقت الراهن ويتمثل في ايجاد عمل أيا كان نوعه و مهما كانت متاعبه ويتطلب القليل من الصمود على حياة التعب , من اجل حياة اسهل لاحقا.
والخيار الآخر أن يترك الدراسة بسبب ضيق ذات اليد وفقر أسرته , فوجد انه لاسبيل أمامه سوى أن يسعى لتمويل دراسته ولو بعمل شاق لم يجد سواه لتغطية تكاليف الحياة وقهر المعاناة . والعمل الذي اختاره في مجال البناء”عتال طوب” ورغم صعوبة المهنة والارهاق وجدها مناسبة لسببين كما يقول: أن العمل يبدأ في الفترة الصباحية ولمدة محدودة ,وبعد الانتهاء من العمل أعود لمنزلي لأرتاح قليلا ومن ثم أحمل بعد ذلك كتبي وأوراقي وأذهب الى الجامعة حيث اخترت الفترة المسائية.
وقد اكتسبت خلال عملي ما لم أكن أتوقعه؛ وفي مقدمة ذلك الاحترام الكبير من الناس ,والأهم ابتعادي عن ذل السؤال.بل إن عملي زادني شرفا ونضجا ومسؤولية، فأصبحت أعيش من عرق جبيني الممزوج بحبات الرمــل .
ومادفعني للعمل بكل صراحة ما لمسته من ظروف والدي المادية الصعبة ومحدودية دخله وثقل مسؤولياته في الصرف على الأسرة ,وكل ذلك لن يساعدني على إكمال دراستي فقلت في قرارة نفسي , يجب علي أن اعتمد على نفسي لأحقق ذاتي ان كنت أنشد العلا، فشعرت بضرورة العمل والذي من خلاله سوف أنجز ما أريده وأتمناه لحياتي المستقبلية.وعن مدى معرفة زملائه في الجامعة بمهنته الصباحية قال: بالتأكيد، فلم أفكر يوما أن اخفي عملي عنهم , فهم يعرفون عن عملي الكثير كما يعرف العمال كل شئ عن دراستي، متسائلا: لماذا اخفي الشرف ذلك فلا عيب فيما أقوم به فالعمل أصبح جزءا من حياتي وهو شرف لا يعيب أحــدا.
وعائلة فادي تتألف من 16 فردا , حيث تزوج والده من أمه، بعد وفاة زوجته الاولى. ووالدتي أحبت العلم وقدرته، وأمنيتها ان احصل على شهادة جامعية لتصبح سلاحا لي في حياتي، فزرعت في قلبي وعقلي ان دراستي تلزمني وعملي جزء من رجولتي.
وهو يدرس حاليا المحاسبة في جامعة البلقاء التطبيقية، واختار التخصص لميوله المحاسبية منذ صغره، وها هو على أبواب التخرج. وقال لن أترك العمل بعد التخرج ,حتى أجد وظيفة في المحاسبة.ويكفي أنني أتقاضى في عملي الحالي 20 دولارا في اليوم ، ويكفيني لكل شيء تقريبا, المواصلات والوجبات وبطاقة الهاتف والملابس واحتياجات الجامعة، وكلها أؤمنها من دخلي في “عتالة الطوب”.
نعم هي مهنة متعبة، لكن أرى فيها معنى العمل الشريف والاستقلال المادي فأنا أعمل في مكان يعرف أنه من أكثر مناطق المملكة التي تتسم بالطقس الحار وهي “الاغوار”، ففي الصيف تتعدى الحرارة 45 درجة، لكنها في فصل الشتاء معتدلة.وعن عدم إقبال الشباب على العمل والاعتماد على النفس وحب الراحة الآنية انتظارا لمصاعب الحياة المقبلة. قال انهم يريدون الاستراحة اليوم والتعب غدا. اما انا فاخترت ان اتعب الآن قليلا , حتى استريح في المستقبل كثيرا.
(البيان الاماراتية)