الاصلاح نيوز / تتوالى الاستقالات من قناة الجزيرة القطرية في محاولة من كوادرها للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على السياسة التحريضية التي تنتهجها وقيامها بفبركة الأخبار لخدمة أهداف مموليها تجاه الأحداث في الدول العربية وخصوصا سورية.
وأكد محمد حسن مراسل القناة في موسكو الذي قدم استقالته في الثالث من نيسان الماضي احتجاجا على وضع القناة وتغطيتها غير المهنية في تصريح لصحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم إن لاستقالته دوافع كثيرة منها الجو المشحون فيها الذي تسببت به تغطيتها للأحداث في سورية والتي انتقل صداها إلى خارج سورية حتى وصل الأمر إلى تغطية الشؤون الروسية ذات العلاقة بمنطقة الشرق الأوسط.
وكشف حسن الذي بدأ عمله مع القناة القطرية منذ العام 2008 عن أن إدارة القناة كانت تطلب منه نقل الحدث المتعلق بالشأن السوري بشكل مناف للواقع وعدم نقل الحقيقة كاملة بل جزء من الصورة، كيلا تصل كاملة للمواطن العربي موضحا أنه كونه تعلم في روسيا ونشأ فيها وجد أن الأمر يتناقض مع قناعاته الشخصية.
وعرض حسن حادثة دفعته إلى اتخاذ القرار النهائي بالاستقالة من القناة القطرية تمثلت بطلب القائمين عليها منه التعليق على خبر مفاده أن القوات الخاصة الروسية تدخل الأراضي السورية فأوضح للمسؤولين في القناة أن الخبر غير موثوق ولا يمكنه التأكد منه قبل ربع ساعة من موعد النشرة الإخبارية.
وقال حسن إن أحد المذيعين في نشرة الأخبار في 20 آذار الماضي أصر عليه تأكيد خبر غير موثوق حول خروج سفينة تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب إلى طرطوس للمساعدة إذا تطلب الأمر لإجلاء المدنيين الروس ورد عليه على الهواء إنه لا يوجد ما يؤكد هذا الموضوع وروسيا تعتمد في سياستها الخارجية على القانون الدولي ولا تخفي علاقاتها الاستراتيجية مع سورية ولا تخفي أنها تقوم بتصدير السلاح اليها كون ذلك لا يتعارض مع القانون الدولي ومن الطبيعي أن يكون على متن أي سفينة مشاة بحرية ولكن لا يوجد أي معلومات تؤكد مغادرة أي جندي متن أي سفينة حربية فقاطعه المذيع بالقول ولكن هذه المعلومات جاءت عبر أنترفاكس وهو الأمر الذي لم يكن صحيحا حيث كانت الوكالة أمامي عبر الكومبيوتر ولم اقرا فيها بتاتا مثل هذا الخبر الذي رفضت مجاراتهم به واستمر الحديث بيننا تحت الهواء في جو مشحون ومن يومها بدأت أفكر بمغادرة القناة.
ولفت حسن إلى أن تداعيات هذه القصة كانت أشد خطورة على سمعة القناة إذ وبعد ساعتين على بث القناة للخبر أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا نفت فيه الخبر جملة وتفصيلا وفي اليوم التالي عقد وزيرا الخارجية الروسي واللبناني مؤتمرا صحفيا في موسكو وصف خلاله الوزير الروسي سيرغي لافروف الخبر بالقصة في إشارة إلى فبركته مضيفا إن الإعلام في عصرنا الحالي سلاح فعال جدا وعلى من يستخدمه أن يتحلى بالمسؤولية.
وقال حسن إن جنسيته السورية تجعله يتألم لما تتعرض له بلده كما أن لديه تحفظات سابقة على تغطية قناة الجزيرة في ليبيا ومصراته وأحيانا على تغطيتها للشأن الروسي ولكن ما حدث معه ذلك اليوم في موضوع السفينة الروسية قطع الشك باليقين وخصوصا أن الأمر حدث معه شخصيا وفي موسكو ما حسم الأمر نهائياً.
وفي سياق تقريرها حول الموضوع أكدت صحيفة السفير اللبنانية أن القناة القطرية خسرت عددا من كفاءاتها تباعا في الأشهر الأخيرة حيث توالت الاستقالات بوتيرة غير مسبوقة وتلقت الإدارة مؤخرا وبشكل متوال خمسة كتب رسمية من موظفين يطلب فيها أصحابها إعفاءهم من العمل وهو الأمر الذي يشي بانفراط عقد القناة أكثر فأكثر ويؤشر إلى توسيع دائرة الساعين إلى تبرئة أنفسهم من سياستها الإعلامية غير المهنية والتحريضية وخصوصا إزاء الأحداث في سورية.
ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها بقلم فاتن قبيسي أنه بعد حسن قدم كل من مدير مكتب القناة في باريس زياد طروش ومدير مكتب الرياض ماجد الحجيلان ومراسلي القناة في أفغانستان أبو بكر يونس و ولي الله شاهين استقالاتهم.
سانا