فى حياتنا انتصارات لا يستطيع أحد نسيانها رغم مرور السنين وتتوارثها الشعوب جيلا بعد جيل.. آخرها نصر ثورة 25 يناير عندما ثار شعب على حكم ظالم ونظام فاسد.. وقبلها منذ سنوات طويلة ثار نفس الشعب بنفس الإرادة على الاستعمار الصهيونى لتحرير الأرض وإرجاع الكرامة من مغتصب غادر احتل الأرض ونهب الثروات.. ولا أحد ينكر أنه لولا قرار الرئيس الراحل الباقى بيننا بأعماله الرئيس محمد أنور السادات “رجل الحرب والسلام” لولا اتخاذه قرار الحرب ماجاء نصر أكتوبر وقرار السلام والمفاوضات ما كنا حررنا شبرا واحدا من الأرض المحتلة فى سيناء.. قرار غير مجرى التاريخ للشعب المصرى رغم عدم استعدادنا، وحتى لو كنا مستعدين، فالقرار صعب ولا يصدر إلا من رئيس مؤمن بقضاء الله وعزيمة قواته المسلحة الباسلة.
ونصر الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السادات لا يقل فى القدر والقيمة عن نصر أكتوبر، الذى لولاه ما استطاع أحد اتخاذ أقوى وأجرى قرارا فى تاريخ الأمة العربية عامة والمصرية خاصة فخاض معركة الحرب وانتصر ومعركة السلام وانتصر واستعاد الأرض والعرض والشرف العسكرى.
أقول ذلك لأننا اليوم قبل الغد ينقصنا من يتخذ القرارات ليدير شئون البلاد والعباد ويصدر قرارات حازمة تعيد الأمور إلى نصابها بعد ما تشهده البلاد من تراجع أمنى وانفلات أخلاقى وتجرؤ على هيبة الدولة وإغلاق المنشآت الخاصة والعامة وتعطيل المصالح لدفع عجلة الاقتصاد للأمام والعمل بكل جهد وإخلاص لتكون السنوات القادمة أفضل من الماضية.
انفلات من كل فئات الشعب لا أستثنى أحدًا من التجرؤ على الدولة.. حتى أصبحنا نبحث عن قوة الردع للمتجرئين على الدولة وهيبتها والأمل فى تطبيق القانون على كل من تسول له نفسه تهديد الحياة العامة والخاصة للمواطنين والمتاجرة بآلامهم المجيدة والبيضاء فى عصر اتسم بإراقة الدماء وعانى الأمرين من الإرهاب والتطرف.
فكل منا مسئول حتى نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فلقد استغللنا عدم وجود رجال المرور فقمنا بالسير عكس الاتجاه فى الطرق العامة والدائرية ضاربين عرض الحائط بالقانون واستغللنا إعادة بناء جهاز الشرطة وقمنا بانتهاك كل القوانين رغم أننا نعلم أن الشعب الذى حافظ على الممتلكات العامة والخاصة أثناء الثورة.. هو الأقدر للحفاظ على مستقبل بلاده، وكان من الأولى علينا أن نضرب القدوة والمثل فى الالتزام بالقانون بعد ثورتنا البيضاء التى لا تقل عن نصر أكتوبر.
إن دور رجال القوات المسلحة بمجلسها العسكرى الذى حاول الكثيرون بعد الثورة التفرقة بينهما لأهداف يعلمها الله وحده.. لا يقل عن دورها فى تحقيق نصر أكتوبر وتضحية رجالها بدمائهم وأرواحهم من أجل إعادة العزة والكرامة للشعب المصرى وتحقيق نصر أكتوبر، الذى لولاهم ما كان النصر ولا عودة أرض سيناء. لا يقل دور رجال القوات المسلحة عن دورهم فى نصر ثورة الشعب فى 25 يناير، وهو نصر آخر قاموا به لا يقل عن نصر أكتوبر.
لولا رجال القوات المسلحة ما انتصرت الثورة وما سقط النظام السابق، فتحية تقدير واحترام لرجال الجيش والراحل الباقى بيننا الرئيس السادات والشعب المصرى الواعى الذى استطاع إسقاط الفساد والأمل فيه فى الدفاع على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة والحفظ على أمنه واستقراره ومستقبل أبنائه.